إن مدارسة التراث، ومعرفة ما يحويه من درر وکنوز يعد من الأهمية بمکان، إذ إنه يحمل في طياته العديد من العلوم والمعارف التي تخدم البحث العلمي، وتدفع به إلى الإمام. من هنا أردت بعون الله وتوفيقه أن أخوض غمار البحث في آثار ومؤلفات علم من الأعلام وواحد من أشهر العلماء والمشايخ في تاريخ الأزهر، ألا وهو الشيخ الدردير، وهو من أهل الفصاحة والبيان، له الکثير من المؤلفات الغنية بالأساليب البلاغية، المتميزة برصانة العبارة، ولطف الإشارة، وجمال الصور، وروعة الأسلوب، وحسن السبک، وجودة النظم، فلقد کان عالماً في علوم العربية کأحسن ما يکون العلماء. ولما کان النقد الأدبي هو الکشف عن مواطن الجمال أو القبح في الأعمال الأدبية وتفسيرها وتحليلها تحليلا دقيقا، والکشف عن مواطن القوة والضعف فيها وبيان قيمتها ودرجتها عن طريق الفهم والموازنة، فهو يجمع بين روح العلم وروح الفن، ويرتبط بالبلاغة ارتباطا قويا، ومن المعلوم أن البلاغة هي لب العربية وتاجها وجوهرها؛ لذلک حاولت أن ألقي الضوء على: شعر الإمام الدردير دراسة بلاغية نقدية، من خلال تناول بعض أعماله الشعرية مثل "منظومة أسماء الله الحسنى"، وتحدثت عن حياة الشيخ، وعن مفهوم الشعر والإبداع، وقدمت شرحا مختصراً لبعض الأبيات من المنظومة، موضحاً جماليات الإبداع الشعري لديه.