متطوعة بني مرين ودورهم الجهادي والسياسي في دولة بني الأحمر بغرناطة (661 - 770 ه / 1262 - 1368 م ). لقد کان للمجاهدين والمتطوعة دور کبير في الجهاد والنواحي العسکرية، والصراع الدائر مع نصاري الأندلس، بل کان الهدف منها هو مجابهة المد الکبير لنصاري الأندلس، وحماية الأسلام والمسلمين هناک، ولم يقتصر دورها علي الدور الجهادي، بل کان لهم دور سياسي مشهود تکاد لا تخطئه العين، هذا الدور له ما له، وعليه ما عليه، خاصة في تحديد طبيعة العلاقات السياسية بين کلا الدولتين: بني الأحمر ، وبني مرين، ولم يکن هذا الدور في کل الأحوال مشرفا، فقد تهاوي الي تخليص الحسابات السياسية، وتحقيق الأطماع الشخصية. ولقد أصبحت غرناطة في عهد شيوخ المجاهدين مرکزا للجهاد، فکل من يريد الشهادة يرحل لها، للدفاع عن بلد أصبحت في مهب الريح، وسکانها غرباء في مواجهة زحف صليبي حاقد،لذلک کانوا في کل المناسبات حاملين السلاح، وبالرغم من ذلک لم ينل شيوخ المجاهدين نصيبهم الکامل من الاهتمام والدراسة، إلا ما کان في هيئة نتف وشذرات من المعلومات ترد هنا وهناک في ثنايا الحديث عن تاريخ المغرب والاندلس، وخاصة عند الحديث عن غرناطة. وقد جاء البحث في مقدمة تناولت فيها التعريف بشيوخ المجاهدين، وفکرة وأسباب اختيار الموضوع، واهم المصادر والمراجع التي تناولت الموضوع، وتمهيد للموضوع تناول عناصر تکوين مشيخة المجاهدين، وعوامل وأسباب قيامها وتکوينها، ومبحثين أساسيين، الأول منهما تناول الدور الجهادي لشيوخ المجاهدين، والثاني تناول الدور السياسي لشيوخ المجاهدين، ثم کانت الخاتمة، وأنهيت البحث بثبت بأهم المصادر والمراجع التي استعنت بها في تناول الموضوع.