تهدف الدراسة من خلال نظرية الحقول الدلالية إلى البحث في کلمة (عقل) في القرآن الکريم ورصد الوحدات المعجمية التي تتصل بها دلاليًا حسب سياقها القرآني، ثم جمع هذه الوحدات وترتيبها في حقول دلالية فرعية، للکشف عن العلاقات وأوجه الاتفاق والاختلاف بين تلک الوحدات، وعلاقتها بالکلمة الرئيسة، وذلک لأن الکلمات والألفاظ لا يظهر معناها إلا من خلال بعض الکلمات الأخرى المتعلقة بها دلاليًا، والاهتمام بهذا الموضوع مرده أهمية العقل بوصفه أداة التفکير والإعقال، ولأن النص القرآني حافل بالآيات التي تحث على التدبر وإعمال العقل، والبحث يحاول الإجابة على عدد من الأسئلة مثل: ما هي الوحدات المعجمية التي تعبر عن کوامن (مکونات) العقل؟ وهل هناک ترادف بين بعض الکلمات وکلمة (عقل)؟ ما هي الوحدات المعجمية التي تعبر عن صفات العقل؟ وما هي الوحدات المعجمية التي تعبر عن أمراضه؟، ولتحقيق تلک الأهداف والإجابة على هذه الأسئلة، تطلب الأمر استخدام المنهج الوصفي لدراسة کلمة (عقل) دراسة واقعية وتوضيح دلالتها ودلالة الکلمات المتعلقة بها، ووصف ذلک رقميًا من خلال جداول لبيان حجم العلاقة الدلالية بين هذه الکلمة والکلمات الأخرى، لينتهي البحث بخاتمة متضمنة أهم النتائج التي تم التوصل إليها.