يعد عصرنا الحالي هو عصر المعلومات والتكنولوجيا الحديثة حيث يعيش العالم اليوم ثورة معلوماتية هائلة تشمل جميع مجالات الحياة، وذلك في الوقت الذي يواجه العديد من التحديات والمشكلات، ومن ثم فقد اصبحت ثورة البشر الحقيقية تتمثل في صنع المعرفة والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، ولذلك أصبح التحديث في كافة مجالات الحياة أمراً ضروريًا لملاحقة هذا التطور التكنولوجي، وهنا يظهر دور برامج تعليم العلوم في توفير تللك المتطلبات المتمثلة في توفير التأهيل الجيد والمناسب للجيل الجديد من أبنائنا للحياة بفاعلية في هذا العصر الذي تتسارع فيه التكنولوجيا يومًا بعد يوم، ولذلك فإن تعليم العلوم يجب أن يهتم بالمشاركة الإيجابية والفعالة للمتعلم في عملية التعلم. ولذلك كانت المهارات الحياتية من القضايا التي ينبغي الاهتمام بها لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي لذلك سعت التربية المعاصرة إلي تنميتها عند المتعلمين؛ فتنمية المهارات المتعلقة بالحياة متعددة وشاملة، ولذلك كان لابد من لفت النظر لتعليم الطلبة المهارات الحياتية من خلال المناهج كوسيلة لتمكين الشباب من مواجهة ما يتعرضون له من مواقف حياتية وإكسابهم المعارف والمهارات التي تبني علي السلوك الصحيح . وتتطلب المهارات الحياتية التركيز علي قدرات الطلاب علي التفكير الناقد وعلي التواصل بكفاءة وفاعلية مع استخدام تكنولوجيا التعليم والعمل بمرونة ومسئولية (38،Andrini: 2016). حيث إن مهمة التعليم لم تعد تقتصر علي الحفظ والتلقين. كما تعد المهارات الحياتية عاملًا من العوامل الأساسية في حياة الإنسان؛ فهي تساعد علي توجيه الحياة وتقدمها كما تساعد علي حل الكثير من المشكلات وتجنب الكثير من الأخطار، وبها يستطيع الإنسان السيطرة والتحكم في أمور كثيرة وتسييرها لصالحه، إذ استطاع الفرد به أن يبدع وينتج ويكشف أسرار الكواكب، مثلًا يستعمل الطاقة الشمسية، والتفاعلات النووية والحاسبات الإلكترونية التي دخلت تقريبًا جميع نواحي الحياة.