يعد التعليم الوسيلة الأساسية التي تعتمد عليها الأمة في تحقيق أهدافها ومن بين ذلك الأهداف تحقيق التنمية في كافة المجالات وتحقيق هذه التنمية يتطلب تعليما يواكب عمليات التقدم وينطبق من الأصالة التى عليها المجتمع ، لذا فسيظل التعليم الديني الأزهري له الدور الأكبر في المساهمة في تحقيق ذلك من خلال مؤسساته التعليمية الأزهرية . وقد شهد التعليم الأزهري فترات متعددة من التكيف والتطور استجابة للمتغيرات أو مواجهة التحديات التى تتفاعل معها مصر أو بقية العالم الإسلامي ولقد تنوعت وتعددت تلك التفاعلات مع ظروف تلك المجتمعات وأحوالها السياسية والثقافية داخلية وخارجية ، وبخاصة ما تترتب عليه حقب الاستثمار والاحتلال الأجنبي من محاولات الغزو الحضاري ، وخلخلة مقاومات الأمة وتماسكها ، ومن استهانة بثوابت دينها من عقيدة وشريعة غير أن الأزهر لم يعد نظاما تعليميا واضحا خلال الفترة ، فلا مراحل تعليمية معينة ، ولا امتحانات مقننه ، ولا مناهج ثابتة ، وإنما هناك حرية كاملة للمتعلم والمعلم ولم تظهر الحاجة إلى قوانين وشروط إلا على مجيء القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، فكان على الأزهر ومؤسساته التعليمية المختلفة أن يعيد من تطوير نفسه تنظيميا ومنهجيا . ( حسن ، 2014 ، 100 ) ولقد شهدت السنوات الأخيرة اتجاها جديدا في الإدارة المدرسية ، فلم تعد مجرد تسيير شؤن المدرسة تسيرا روتينيا ، ولم يعد هدف مدير المدرسة مجرد الحفاظ على النظام في مدرسته والتأكد من سير المدرسة ، وفق الجدول الموضوع وحصر التلاميذ ، والعمل على إتقانهم للمواد الدراسية ، بل أصبح محور العمل في هذه الإدارة يدور حول توفير كل الظروف والإمكانيات التي تساعد على توجيه نموه العقلي والبدني والروحي ، التي تعمل على تحسين العمليات التربوية . ( احمد ، 2002 ، 24 )