يشهد العصر الحالي تطوراتٍ هائلة , وتغيراتٍ سريعة كان لها أثر واضح علي نظم الحياة الاجتماعية , والاقتصادية , والثقافية , والعلمية , والتربوية . ونظراً للتقدم المعرفي المتراكم وتغير حاجة المتعلمين إلي مواكبة التغيرات المعرفية والاجتماعية , والتطور التقني في طرائق وأساليب تمكنهم من القدرة علي التعلم الذاتي المستمر , ظهرت نماذج تعليمية واستراتيجيات تدريسية حديثة , أخذت حظها الوافر من التطبيقات العملية في مختلف المعارف والعلوم والمواد الدراسية ومنها التربية الإسلامية التي تسعى للإفادة من هذه النماذج والاستراتيجيات في إكساب المتعلمين مفاهيمها ومصطلحاتها بل وممارستها في أرض الواقع. ويتضح لنا أن ما جاءت به التربية لم تستطع الوفاء بجميع متطلبات الإنسان الفطرية ، ولا يكفي لتكوين إنسان عابداً لربه سبحانه وتعالي، إضافة إلى أنها لم تعن إلا ببعض الجوانب في حياة الإنسان على حساب الجوانب الأخرى. وما يحدث الآن في المجتمعات من تخبط يمنة ويسرة، تسير من منحدر إلى آخر، وخاصة في المجتمعات الشرقية خير دليل على ذلك، حيث تبين لهم فشل نظمهم التي ساروا عليها، وكان ذلك يرجع لتركهم أمور دينهم وتربيتهم الإسلامية المنشودة ، وما يدل علي ذلك وجود بعض التيارات الفكرية المنحرفة التي قد تهوى ببعض الشباب إلي الهاوية وارتمائهم في أحضان الغرب .(عبد اللطيف فرج، 2009م، ص 117). لذا نحن في حاجة ماسة إلى أن نعود إلى التربية الإسلامية الصحيحة لنبثها في أبنائنا وبناتنا، ومن ثم نحميهم ونصون عقولهم من الغزو الثقافي الخطير الذي يهدد كيانها وكينونتها  ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف نبث أو نكسب الطلاب المفاهيم الإسلامية الصحيحة ؟! وهذا يكونُ من خلال استخدام الاستراتيجيات التدريسية الحديثة والفعالة .