يعد اضطراب طيف التوحد أحد الاضطرابات النمائية العصبية، التي تظهر لدى الأطفال منذ الولادة وحتى عمر ( 8) سنوات، ويتميز هذا الاضطراب بالقصور في الإنتباه البصرى و السمعى بما في ذلک القصور في جوانب التواصل اللفظي وغير اللفظي، الذي بدوره يؤثر في التفاعل الاجتماعي، کما يتميز اضطراب طيف التوحد بوجود سلوکيات نمطية متکررة غير هادفة. تُعد الإعاقة سبباً رئيسياً في عدم تکيف الشخص مع الواقع والمجتمع بما تسببه من أزمات نفسية واجتماعية داخل محيط الأسرة وذلک مقارنة بأقرانه العاديين ، ويعد تطوير ميدان ذوى الأحتياجات الخاصة وتعليمهم هدفاً من أهداف القائمين عليها ، والتي من خلالها تدور تساؤلات کثيرة حول امکانيتهم وقدراتهم علي تأدية المهام المطلوبة منهم کأفراد في المجتمع ، ومع تطوير البرامج المتقدمة لذوى الإحتياجات الخاصة ، والتي تعطي لهم الحق في الحياة والتخلص من الإعتماد علي الآخرين في أداء مهام حياتهم اليومية ، حيث أصبح ينظر إليهم کأفراد يمکنهم القيام بکثير من الأدوار الحيوية إذا تم تدريبهم وتأهيلهم بالشکل المناسب (فاروق فارع الروسان ، 2001 : 90). ويُعد اضطراب التوحد من أکثر الأضطرابات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل نفسه ، ولوالديه ولأفراد الأسرة الذين يعيشون معه ، ويرجع ذلک إلي أن هذا الاضطراب يتميز بالغموض وبغرابة أنماط السلوک المصاحبة له ، ويتداخل بعض مظاهره السلوکية مع بعض أعراض إعاقات واضطرابات أخري ، فضلاً عن أن هذا الاضطراب يحتاج إلي إشراف ومتابعة مستمرة من الوالدين(حسام أحمد أبو سيف ، 2006: 78). ويعتبر الأطفال التوحديون أکثر فئة من فئات ذوي الأحتياجات الخاصة التي تعاني من ضعف التواصل ، حيث إنهم يعيشون غربة فرضتها عليهم سمات الحالة ، فهم أکثر الفئات التي تعاني من نقص القدرة علي المبادرة للکلام ، وتکوين العلاقات مقارنة بالفئات الأخري الخاصة ، ويتسم الأطفال االتوحديون بالعديد من الأغراض السلوکية الأخري ، منها النشاط الزائد Hyperactivity ، وفترة الانتباه القصيرة Short Attention Span  ، والاندفاعية Impulsivity  ، والعدوانية Aggressiveness ، وأساليب السلوک المدمر بالذات Self-Injurious  ، کما يحدث عند الأطفال بصفة خاصة تفجرات مزاجية Temper Tantrums ، وربما کانت هناک استجابات غير سوية للمثيرات الحسية مثل ( العتبة الحسية العالية للألم والحساسية الزائدة للأصوات واللمس وردود الفعل المبالغ فيها للضوء والروائح والإعجاب إلي حد الافتتان بمثيرات معينة ( عبدالمطلب أمين القريطي ، 2005 : 53) .