تعد تنمية الطلاب معرفيا وعلميا من أهم الأدوار التي تقوم بها الجامعة للاستفادة بقدرات الطلاب ومساعدتهم على تنميتها وإکسابهم الخبرات اللازمة في مواجهة المشکلات المختلفة التي تواجههم والوصول إلى حلول علمية وعملية، ويمکن الاستفادة في ذلک عن طريق تنمية وعى الطلاب بالمشکلات البيئية وإکسابهم المفاهيم اللازمة لمواجهة هذه المشکلات. وتدخل الأنشطة التي يمارسها الشباب داخل الحرم الجامعي ضمن نسيج النظم والقواعد التي يتألف منها المجتمع کما يعتبر الاهتمام بتلک الأنشطة أحد اهم مظاهر السلوک الحضاري، بل أنه يمکن التعرف على حضارة المجتمعات من خلال معرفة الوسائل التي تستخدم في مواجهة استغلال أوقات الفراغ بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، کما توجد علاقة وثيقة بين ثقافة المجتمع ومستويات المشارکة في الأنشطة السائدة فيه (مصطفى، 2013، 126). وعلى الرغم أن ثورة المعلومات والاتصالات قد أحدثت تطوراً مذهلاً في مجالات العلوم المتنوعة مخلفةً کثيراً من النتاجات الصناعية التي خدمت الإنسان ومساعدته في قضاء حاجاته بأسرع وقت وأقل تکلفة ومن هذه التصورات ما حدث في مجال الاتصالات مما سهل الحصول على المعلومات من مصادر متنوعة ومنها ما حدث في مجال الصناعة والزراعة، ألا أن هذه التطورات رافقتها مخاطر کثيرة خاصة في حالة إساءة الإنسان لاستخدامها بطريقة علمية صحيحة. ومن المعروف أن لکل صناعة نفايات. فإذا لم تعامل بطريقة علمية صحيحة سوف يکون خطرها فادحاً على البيئة والإنسان معاً (المولى، 2009، 283). وانطلاقا من أن التنمية البشرية تعد إحدى الغايات الأساسية للتنمية المجتمعية، وأنه لا يمکن تحقيق تنمية مجتمعية بغير الإنسان، اهتمت الحضارات المختلفة بالإنسان، وخاصة في أخصب مراحل حياته، ألا وهي مرحلة الشباب (برى، 2010، 2). وتؤدى الأنشطة الطلابية دوراً مهما في إکساب الطلاب القيم الإيجابية اللازمة لإعدادهم إعداداً يمکنهم من الحفاظ على أمن وسلامة البيئة والمشارکة في تقدمها، فمن خلال المشارکة في هذه الأنشطة يکتسب الطالب بعض القيم التي يصعب اکتسابها داخل قاعات الدرس مثل قيم: التعاون، والانتماء، والتضحية، وحب العمل الجماعي وتحمل المسئولية، وإتقان العمل، والتواضع،