يتسم النظام التعليمي في الوقت الراهن بالزيادة المستمرة في أعداد التلاميذ، الأمر الذي يؤدي إلى الاتساع في الفروق الفردية، وقد أصبحت الفصول الدراسية خاصة في المرحلة الابتدائية تضم تلاميذاً يتفاوتون في قدراتهم على التعلم، فمنهم الفائقون ومنهم العاديون، ومنهم ذوو صعوبات التعلم، لذا کان من الضروري توفير بيئة تعليمية مناسبة لهؤلاء التلاميذ بفئاتهم المختلفة، باعتبار أن المرحلة التعليم الابتدائية هي الرکيزة واللبنة الأساسية للمراحل التعليمية اللاحقة.
وإذا حدث اضطراب لغوي فإنه يمثل قصورًا في استخدام اللغة وتوظيفها، وإعاقة للنمو اللغوي السليم، ويظهر القصور اللغوي حينما يُظهر التلاميذ قصوراً في القدرات اللغوية المتوقعة منهم مقارنة بأقرانهم، مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود إعاقة سمعية أو خلل عصبي، وعدم وجود اضطرابات انفعالية وذهنية. (سيد صميدة، 2014، 191)
وتعد صعوبات التعلم أحد المشکلات التعليمية التي يعاني منها الکثير من التلاميذ، ومن ملامح خطورة هذه المشکلة أنها تنتشر لدى قطاع عريض من التلاميذ ولها تأثيرات سلبية عميقة على الجوانب الانفعالية والدافعية من شخصية التلميذ والتي تلعب دوراً حاسماً في أدائه المدرسي وهذه الصعوبات تشعره بالإحباط والتوتر والقلق، والانسحاب والعدوانية والاعتمادية وعدم الثقة بالنفس نظراً لعجزه عن مسايرة زملائه ومجاراتهم في الدراسة وفشله في تحسين معدل تحصيله الدراسي مما يؤدي إلى التسرب من التعليم أو هجر المدرسة. (عبد المطلب أمين، 2015، 410)
ويرجع الاهتمام بالتلاميذ ذوي صعوبات القراءة في المرحلة الابتدائية، إلى ما کان يلاحظه المربون من وجود أعداد من التلاميذ الذين يلتحقون بالتعليم؛ لکنهم لا يلبثون أن يتخلفوا عن أقرانهم في تعلم المهارات اللغوية التي تطرحها برامج ومناهج التعليم، دون أن تظهر عليهم مؤشرات تدل على اختلال حسي أو جسماني أو عقلي، فهم في الغالب يتمتعون بذکاء عادي أو يزيد على العادي في بعض الأحيان. (جمال الخطيب وآخرون، 2017، 55)
وصعوبات القراءة من أهم المشکلات التعليمية التي تناولها الباحثون بعديد من الدراسات والبحوث نظرا لحجم شيوعها ونظرا لما تشکله من عائق کبير يحول دون التحصيل والنجاح الدراسي، وقد تزايدت البحوث النظرية والميدانية التي تناولت فئة ذوي صعوبات القراءة بالدراسة بهدف تطوير الأساليب المناسبة والکفيلة بمعالجة هذه الصعوبات والتخفيف من حدة تأثيراتها السلبية على مستوى المتعلم في الفصل الدراسي ، ومن تلک الدراسات والبحوث دراسة: Torgesen, J) .2000.55 ؛ Jenkins, T .2006 ؛ عبد الفتاح مطر ، 2009؛ Swanson, L & O'Connor, R. 2009 ؛ خلود راشد ، 2009؛ أميمة الصادق ، 2010؛ مروة عبد الله ، 2011؛ دعاء خطاب ، 2011؛ محمود سليمان ، 2012؛ محمد الزيني ، 2013؛ أحمد إبراهيم، وعبد الرازق مختار ، صابر علام ، 2014؛ تهاني صبري ، 2014؛ نعيمة مزرارة ، 2015؛ جمال عنب ، 2015؛ Learner, J. 2015. 11 ؛ سلفيا سالم ، 2016؛ هناء عباس ، 2017؛ فيوليت فؤاد ، 2017؛ Narr, R. 2017 ؛ إيمان عبد الحميد ، 2020)
وعلى الرغم من الأهمية الکبرى للقراءة في المرحلة الابتدائية إلا أن الواقع التعليمي يؤکد وجود ضعف کبير في القدرات القرائية لدى تلاميذ تلک المرحلة، وهذا يعني أن درس القراءة في المرحلة الابتدائية لم يبلغ المستوى الحرفي من مستويات الفهم القرائي. (سعد عبد الرحمن، إيمان زکي ،2020، 118)