مقدمة البحث وتساؤلاته: يقوم التعليم بدورًا هامًا وبارزًا في إکساب المتعلم الخبرات التربوية التي تمکنه من ممارسة الأدوار الحياتية المختلفة من خلال مؤسسات التعليم، فالتعليم قبل الجامعي يقدم انواع عديدة من المناهج التعليمية والخبرات والمهارات الحياتية التي تساعد المتعلمين على المساهمة والمشارکة الفعالة في المجتمع وتعد کلية التربية أحد أهم کليات الجامعة في إعداد الطلبة المعلمين لممارسة مهنة التعلم وإکساب المتعلمين القيم والاتجاهات الدينية والوطنية والاجتماعية. والانتماء بمفهومه البسيط يعني الارتباط والانسجام والايمان مع المنتمي اليه وبه، وعندما يفتقد الإيمان فهذا يعني أن هناک خللاً، ومع هذا الخلل تسقط صفة الانتماء، کما أن الانتماء کمفهوم ينتمي إلي المفاهيم النفسية الاجتماعية، ويعني الاقتراب والاستمتاع بالتعاون أو التبادل مع الآخرين (البرادعي، 2009، 15). فالمعلم بما يملکة من إعداد اکاديمي ومهني؛ يقع عليه الدور الأساسي في تعميق الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى المتعلمين وغرس المواطنة الصالحة في نفوس تلاميذه والمعلم بتوجيهاته وإمکاناته وقدراته يساهم بإيجابية في تحقيق المواطنة للتلاميذ فالانتماء المهني يؤثر في شخصية العاملين تأثيراً إيجابياً، ويعدل من سلوکياتهم لتصبح اکثر إيجابية نحو المهنة التي يعملون بها،ويفعل دور الرقابة الذاتية لدىهم في أداء مهامهم الوظيفية (اسماعيل،2016، 71-72). علي هذا فإن نجاح أي مؤسسة تعليمية يعتمد علي مدي توفر العنصر البشري الملائم لمتطلبات مراحل التعليم بهذه المؤسسات ويقصد بالعنصر البشري هنا هو المعلم الذي يمثل الدعامة الأساسية التي يرتکز عليها النظام التعليمي بهذه المؤسسات، وتعد مرحلة التعليم الأساسي من المراحل التعليمية الهامة لانها تقابل أهم مرحلة في حياه الفرد وهي مرحلة البناء التي يتحدد فيها بناء الشخصية وتکوين الاتجاهات والمبادئ والقيم السليمة، ويتم في هذه المرحلة الإعداد الجاد للمواطن کي يکون عنصرًا فاعلًا يستطيع أن يساهم بدوره في التنمية بمجتمعة نحو الرقي والتقدم لتکون له مکانتة بين المجتمعات، ولا سبيل في تحقيق الرقي للمجتعمات إلا إذا توفرت الکفاءات البشرية من معلمي الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي، وأن تتوفر فيهم الشروط اللازمة لهذه المرحلة من حيث الأعداد والتأهيل التربوي والخبرة العلمية والقدرة علي العطاء وهذا ما ينعکس ايجابيًا علي مستوى أداء التلاميذ لهذه المرحلة،ويساهم في تحقيق الأهداف التربوية، والمحافظة علي وقت العمل وعدم هدرة فيما لايفيد، وهذا يعتمد علي مدي تحقيق الانتماء المهني لدى معلمي الحلقة الأولى من التعليم الأساسي (عبد العال، 2016، 49).