يعد مجال صعوبات التعلم من أحد المجالات التي تحتل مکانة واسعة في التربية الخاصة، کما أنها فئة مهمة تحتاج إلى الرعاية والاهتمام, وتعاني هذه الفئة من العديد من المشکلات السلوکية والانفعالية ومنها مشکلة التنمر التي تريد الباحثة تناولها بالدراسة الحالية عند هذه الفئة.
تعتبر صعوبات التعلم من المجالات الحيوية التي شغلت اهتمام الآباء والمربين والباحثين في ميدان التربية الخاصة, سعياً منهم إلى تحسين أداء التلاميذ ذوي صعوبات التعلم سواء من حيث المعارف أو المهارات أو تواصلهم مع المجتمع, فقد تکون تلک الصعوبات نوعية تظهر عندما يفشل التلميذ في أداء المهارات المرتبطة بالنجاح في مادة دراسية معينة کالقراءة أو الکتابة أو الحساب, وقد تکون عامة کالتي تظهر عندما يفشل التلميذ في أداء المهارات المرتبطة بالنجاح في أکثر من مادة دراسية؛ على الرغم من أنه يتميز بذکاء متوسط أو فوق المتوسط ويبدو عادياً من حيث قدراته العقلية (سامية إبراهيمي, 2018, 146).
وتُعتبر صعوبات التعلم حالة مزمنة ذات منشأ عصبي تؤثر في النمو أو تکامل أو استخدام المهارات اللفظية وغير اللفظية, وتظهر صعوبات التعلم کصعوبة واضحة لدى أفراد يتمتعون بدرجات عالية أو متوسطة من الذکاء, وتتوافر لديهم فرص التعلم المناسبة, وتختلف آثار هذه الصعوبات على تقدير الفرد لذاته وعلى أنشطته التربوية, والمهنية, والاجتماعية, وأنشطة الحياة الطبيعية باختلاف درجة شدة تلک الصعوبات (فؤاد عيد الخوالدة ومصطفى نوري القمش, 2012, 39).
ويعد التنمر مشکلة من المشکلات التي حظيت باهتمام الباحثين علي مستوي العالم، فهو مشکلة شائعة الانتشار بين طلاب المدارس في جميع أنحاء العالم وهو من أکثر أشکال العنف انتشاراً، کما أنه يؤثر سلباً علي نفسية الطلاب وأيضاً علي التعلم المدرسي والمناخ العام