الحمد لله الذي أنزل القرآن رحمة للعالمين، ومنارًا للسالکين، وحجة على العباد أجمعين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن علم القراءات من أجّل العلوم قدرًا، وأرفعها ذکرًا، وأسماها مکانةً، وأبقاها أثرًا؛ وذلک لارتباط هذا العلم الجليل بالکتاب العزيز، ولهذا عني علماء الإسلام سلفًا وخلفًا بوضع التأليف والتصنيف في هذا العلم، بين مطول ومختصر، ومنظوم ومنثور، فقد بذلوا أنفسهم في تصحيح حروفه، وإيضاح مشکله، وبيان معانيه، فقاموا بتعليم العباد کتاب الله عز وجل، ونشره في أصقاع الأرض، ومن هؤلاء العلماء الأجلاء النبلاء الذين ذاع صيتهم، الإمام: عبدالوهاب بن أحمد بن وهبان المزني الحارثي الدمشقي الحنفي – رحمه الله- (ت 768هـ) الذي صنف عدة مصنفات في هذا الفن الجليل، ومن ضمن ذلک: نظمٌ في أصول قراءة الإمام أبي عمرو البصري – رحمه الله – بعنوان: (غاية الاختصار في أصول قراءة أبي عمرو بن عمار) وهي منظومة جليلة نظم فيها الناظم أصول قراءة الإمام البصري، ثم شرح الناظم هذا النظم وسماه بــــ (إظهار الأسرار في شرح غاية الاختصار في أصول قراءة أبي عمرو بن عمار). وقد أکرمني الله عز وجل بالحصول على نسخة خطية من هذا الکتاب " من باب الهمز إلى نهاية المخطوط " ، وسعيت جاهدًا في دراستها وتحقيقها وفق المنهج العلمي للتحقيق، ونسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد لکل ما يحبه ويرضاه. وصل اللهم وسلم على الهادي البشير، والمبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.