شهدت السنوات الأخيرة مجموعة من الإنجازات الإيجابية للثورة التکنولوجية في شتى المجالات العلمية والبحثية وسائر أنشطة المجتمع، إلَّا أن هناک جوانب سلبية لهذا التقدم؛ لذا فقد ظهرت العديد من المشکلات، منها: مشکلة التلوث البيئي والتدخين وتعاطي المخدرات والإدمان والاستخدام السيئ للعقاقير الطبية وسوء التغذية وانتشار الأمراض المعدية والعنف والإرهاب. والتربية هي المسئولة عن إعداد الفرد وتطوره بصفته نواة المجتمع، والتربية في سعيها لإنتاج الفرد في عصر المعلومات تحمل أهدافاً مغايرة عما حملته في العصور السابقة؛ ولذلک تنوعت واختلفت أساليب التربية وبات لها أکثر من دور، منها: العلاجي والوقائي (اعتدال حجازي، 2006، 292). والتربية الوقائية في أبسط معانيها تتمثل في العملية التعليمية التي ترکز على تزويد الفرد بالمعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات والقيم؛ بهدف بناء مقومات الانضباط داخل الفرد، إضافة إلى التفاعل الإيجابي مع مجهودات الضبط الخارجي، وتنمية الوعي بالمشکلات المرتبطة بذاته والآخرين، وتتعدد أبعاد التربية الوقائية وجوانبها، ومنها: الوقاية الذاتية الأولية الوقاية من الکوارث الطبيعية والوقاية من التلوث بشتى صوره والوقاية من مخاطر العنف،...وغيرها، والجدير بالذکر أنه في ظل مفهوم التربية الوقائية يمکن الاستفادة أيضاً بما يُعرف بالتربية من أجل السلام (عاطف سعيد؛ وعارف يونس، 2006، 330).