يعد قطاع التعليم من أهم القطاعات التي تسهم في ضبط وتوجيه الجهود الرامية إلى زيادة معدلات التنمية الشاملة في المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء، فالتعليم يوفر الموارد البشرية المؤهلة والقادرة على إحداث التنمية الشاملة وتحقيق أهداف الفرد والمجتمع. ولقد أصبح موضوع الرضا الوظيفي من الموضوعات التي تحظى باهتمام السلوکيين والإداريين في العمل التربوي، وذلک ببحث الجوانب المختلفة لوسائل ومصادر الرضا لدى الموظف وقياس درجة رضا الأفراد نحو وظائفهم، وکذلک بحث أسباب ومصادر عدم الرضا، لأن ذلک ينعکس على   التزامه وأدائه في العمل وقيامه بواجباته على الوجه المطلوب، وقد ارتبط مفهوم الرضا الوظيفي بالأداء الوظيفي للعاملين والقيام بالأدوار والواجبات المطلوبة منهم، کما نجد أن أداء العمل يختلف من فرد إلى آخر ويعتمد على الجهد المبذول من قبل الفرد واقتناعه بأهداف المنظمة وولائه العميق لها والتزامه بواجباته المطلوبة، وهذا الجهد مطلوب بشکل أکبر  في مجال التعليم. (فلمبان، 2008، ص3). وتتفق معظم الدارسات والبحوث، التي تناولت جوانب العمل والعاملين على وجود علاقة إيجابية وثيقة بين الرضا عن العمل، وبين الأداء، فرضا المعلم عن وظيفته يؤدي به إلى الکفاية الإنتاجية العالية ، حيث إن المعلم الراضي عن وظيفته أو مهنته يقبل عليها في همة ونشاط ويکون سعيدا ومنتجا أما عدم، الرضا عن الوظيفة فينتج عن سوء تکيف لدى المعلم ويکون غير متوازن انفعاليا ويظهر الکثير، من الضجروالملل والاستياء وتجعله يقول بصدق أنا لست راضيا عن وظيفتي، فرضا المعلم يتمثل في مشاعره وأحاسيسه وتوقعاته تجاه عمله وتقويمه له کما يتوقف هذا التقسيم على مدى إدراکه للعائد من عمله ومدى مناسبته لمستوى طموحه وأحلامه ويتحقق الرضا عندما يکون الطموح والعائد في اتجاه واحد (الميلود، وعبد الکريم، 2016، ص1-2). وانطلاقاً مما سبق فقد ازداد الاهتمام بموضوع الرضا الوظيفي وعدم الرضا الوظيفي من قبل التربويين، من خلال بحث الجوانب المختلفة لوسائل الرضا ومصادره لدى الموظف، وقياس درجة رضا الأفراد نحو وظائفهم ، وکذلک بحث أسباب عدم الرضا ومصادره ، ولقد تم التوصل إلى مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الرضا واعتبار وجودها ضرورياً وأساساً لتحقيق الرضا المنشود للموظف، وفقدان هذه العوامل يؤدي إلى وضع الموظف في حالة من عدم الرضا،  وبالتالي ينعکس ذلک على أدائه في العمل وقيامه بواجباته على الوجه المطلوب، وقد ارتبط مفهوم الرضا الوظيفي بالالتزام التنظيمي للعاملين، والقيام بالأدوار والواجبات المطلوبة منهم، کما نجد أن أداء الفرد يختلف من فرد لآخر، ويعتمد ذلک على الجهد المبذول من قبل الفرد واقتناعه بأهداف المنظمة، وولائه العميق لها، والتزامه بواجباته المطلوبة، وهذا الجهد مطلوب بشکل أکبر  من المعلمين في المؤسسات التعليمية (عليمات، و عقيل، 2013 : ص268) . والمعلم الملتزم يميل إلى بذل أقصى الجهد نحو التميز في عمله أکثر من أولئک الغير ملتزمين. وبالتالي فقوة العمل الالتزامي ستکون إضافة في أصول المؤسسة التعليمية؛ والتي ترکز على الجودة و التصنيف الدولي للأداء(Dingeta, 2013: p. 3). ويعبر الالتزام التنظيمي على مستوى المدرسة عن مدى الارتباط الوثيق للمعلم بمدرسته ومدى إيمانه بقيمها وأهدافها التربوية، واستعداده للعمل من أجل تحقيق تلک الأهداف ، و هذا الالتزام يتأثر بمتغيرات وعوامل عديدة قد تقود إلى انخفاض مستواه أو ارتفاعه، وله تأثير في سلوک الأفراد العاملين واتجاهاتهم (مهدي، 2005: ص187). ومن کل ما سبق يتضح أن نجاح المدرسة الثانوية العامة في تحقيق أهدافها المتمثلة في زيادة نسبة نجاح تلاميذها وارتفاع مستوى تحصيلهم ، وتأهلهم للالتحاق بالتعليم العالي يرتبط بشکل کبير بالعوامل المادية و المعنوية التي تحقق للمعلمين درجة عالية من الرضا الوظيفي؛ بما ينعکس على مستوى أدائهم والتزامهم التنظيمي، ومن ثم تحقيق معدل مرتفع من الإنجاز. مشکلة الدراسة ترى الباحثة أنه من الأهمية بمکان دراسة مدى رضا المعلمين لأنه من المعتقد أن المعلمين الذين لديهم مستوى عال من الرضا الوظيفي هم من سيظهرون مشاعر واعتقادات وتصرفات إيجابية تجاه عملهم بشکلٍ أعلى من غيرهم، کما أن للرضا الوظيفي تأثيراً کبيراً على مستوى الالتزام التنظيمي للمعلمين. ويمکن تحديد مشکلة الدراسة الحالية في الأسئلة التالية: 1- ما الإطار الفکري لکل من الرضا الوظيفي والالتزام التنظيمي للمعلمين؟ 2- ما واقع الرضا الوظيفي لمعلمي المدارس الثانوية العامة بمحافظة الغربية؟ 3- ما مستوى الالتزام التنظيمي لمعلمي المدارس الثانوية العامة بمحافظة الغربية؟ 4- ما علاقة الرضا الوظيفي لمعلمي المدارس الثانوية العامة بمحافظة الغربية بالتزامهم التنظيمي؟ 4- ما التصور المقترح لتحسين الرضا الوظيفي لمعلمي المدارس الثانوية العامة بمحافظة الغربية لزيادة مستوى التزامهم التنظيمي؟