إن اهتمام الدول والمجتمعات بالمستويات العليا من التعليم بدءا من التعليم الجامعي وانتهاء بأعلى الدرجات العلميه , وحرصا على تقديم هذه النوعيات والمستويات من التعليم بشکل جيد وملائم لاحتياجات المجتمع وتطورات العصر , يعد مؤشرا دالا على وعى هذه الدول بأهمية العلم والمعرفة وضرورته فى ازدهار مجتمعها ونموه فى عصر اقتصاد المعرفه . فى ظل المتغيرات العالميه المتسارعة والمتلاحقة والتى تسود العالم المعاصر فى جميع المجالات ؛ اصبح مستقبل التعليم العالى بوجه عام والدراسات العليا على وجه الخصوص من المسائل التى تشغل بال العلماء والمسئولين والقائمين على الارتقاء بالبحث العلمي والوصول به الى اعلى مکانه, لما له من اهميه قصوى في تطوير وتقدم اى مجتمع ( أحمد , 2014, 454) , لأنه يهدف الى الاستغلال الامثل للإمکانيات وتجسيد الامال والأحلام للأمم ؛ مما يساعد فى تجنب المشکلات والمخاطر والکوارث التى تهدد المجتمع , وسيله لإعداد البشر وتزويدهم بالقدرات والمهارات اللازمة لمواجهة مشکلات الحاضر وتحديات المستقبل(القصبي , 2003 ,445) . ولما کانت مصر متطلعة للتقدم والرقي بالاعتماد على استغلال مواردها الذاتيه ؛ سواء کانت هذه الموارد طبيعيه ام بشريه وبالشکل الذي يتلاءم مع مستوى التطلع , فإن خير وسيله للوصل الى هذا التقدم و الرقي تفعيل دور التعليم العالى بوجه عام والدراسات العليا بوجه خاص لارتباطها الوثيق بالبحث العلمى من ناحية وبالتنمية الشامله فى المجالات المختلفة من ناحية اخري , حيث تطوير الدراسات العليا سوف ينعکس ايجابيا على المجتمع سواء کانت بالتصدى العلمي المدروس لمشاکله او بالسعي نحو تقدمه وتطويره على اسس دائمة وفنيه( الحزب الوطنى الديمقراطى, 2003 , 1 ) .