يتميز عصرنا الحالي بالتسارع المعلوماتي، والانفجار المعرفي الهائل، والثورة التکنولوجية، والتغيرات السريعة والمتلاحقة في کافة المجالات، وأمام هذه التحديات الکبيرة تأتى أهمية تعليم مهارات التفکير المختلفة التي تزود المتعلم بالأدوات التي يحتاج إليها ليتعامل مع ما يقابله من مواقف مختلفة بإيجابية، وهناک العديد من أنماط التفکير التي ينبغي للمتعلم أن يمتلک مقوماتها کالتفکير المنطقي والعلمي والابتکاري والناقد، کما أن هذه الأنماط تتداخل وتتفاعل مع بعضها لتکوين سلوک التفکير الصحيح.
وبالتالي لم تعد الطرق التدريسية التقليدية المعتمدة على التلقين قادرة على اشباع حاجات المتعلم وميوله، ولم يعد من المنطقي أن يعتمد المتعلم على الحفظ لکم کبير حدا من المعلومات المتشابکة والمتداخلة مع بعضها، ولذلک کان لزاما على العاملين في المؤسسات التربوية والتعليمية الاهتمام بالمناهج وطرق التدريس التي تقوم على اکساب المتعلمين المعلومات بطريقة وظيفية تمکنهم من تطبيقها في الحياة والبحث عن حلول لمشکلاتها.
"ومن أهم المواد التعليمية التي يجب أن يکون لها دور قوى في تنمية مهارات التفکير المختلفة لدى التلاميذ هي مادة العلوم بفروعها المختلفة، وخاصة أنها قادرة على مواجهة اهتمامات وميول التلاميذ وبالتالي کان لزاماً على معلم العلوم أن يأخذ في اعتباره أن الهدف الأکبر من العملية التعليمية لا يجب أن يقتصر على تنمية الجانب التحصيلي فقط لدى التلاميذ وإنما يجب أن يکون تنمية التفکير بمهاراته المختلفة " (Keith, 2007, 71).
ويعد تنمية التفکير بأنواعه المختلفة من أهم أهداف تدريس العلوم التي ينبغي تنميتها لدى التلميذ (عايش زيتون، 2001، 94)، ولا شک أن تنمية التفکير الناقد يشغل حيزا کبيرا من هذه الأهداف التي يسعى تدريس العلوم لتحقيقها، لتکوين العقلية العلمية التي تواجه المشکلات بطريقة إيجابية في عصر يتسم بتطور المعلومات والتغيرات المتلاحقة في مجال العلوم, ويتطلب ذلک البحث عن النظريات والاستراتيجيات والنماذج المختلفة التي من شأنها أن تسهم في نمو هذه العقلية العلمية، والتي تعتمد أساساً على حل المشکلة، واستخدام أسلوب التساؤل، واستنتاج الأسئلة من التلاميذ، وقيامهم بملاحظات دقيقة، وجمع البيانات، وعمل الاستدلالات والاستنتاجات، والتقييم الموضوعي، ومعرفة التناقضات لاختيار الفرض الصحيح،