احتل الذکاء مکانة مرکزية فى ميدان علم النفس منذ نشأته، وقد ظهر الذکاء باعتباره مفهوماً فرضياً حاول به العلماء تفسير الفروق الفردية بين الأفراد وذلک فى تعاملهم مع معلومات العالم المادى الخارجى التى تتسم بالحيادية والتى يتم التعامل معها وفحصها فحصاً خارجياً، ولذلک اهتمت معظم الدراسات بدراسة الذکاء الموضوعى. وکانت بداية ظهور الذکاء الشخصى فى الأدبيات النفسية في البيئة المصرية على يد "فؤاد أبوحطب" 1973، وأصبح أحد النماذج الفرعية للنموذج الرباعي المعلوماتي*. ثم بدأت الاشارة إليه في البيئة الأجنبية عن طريق جاردنر Gardner 1983 من خلال تقديمه لنظرية الذکاءات المتعددة (فؤاد أبو حطب، 2011: 496). ويذکر فؤاد أبوحطب (1991: 17 ؛ 2011: 444) أنه : "على الرغم من الأهمية البالغة للذکاء الشخصي فإننا تأخرنا کثيراً في دراسته وبحثه بطريقة علمية مناسبة، ربما کان وراء ذلک ما عاناه علم النفس وما يزال يعانيه من مشکلات نظرية ومنهجية ومن قصور فى مجالات الممارسة والتطبيق، وهکذا تقدم کثيراً فهمنا لبيئتنا المادية وذاتنا الجسمية، وٌبذلت جهود لفهم ذاتنا الاجتماعية، بينما تأخر کثيراً فهمنا لأنفسنا. وأدى هذا إلى اختلال بالغ في توازن معارفنا". فإدراک الفرد لذاته وتقديره لقدراته المعرفية والوجدانية والاجتماعية والمهارية ظل بعيداً کل البعد عن مجال الدراسات الإنسانية فترة طويلة.
* النموذج الرباعى المعلوماتى: هو أحد النماذج المعرفية الذى يخدم أغراض فهم وتصنيف القدرات العقلية والعمليات المعرفية والذکاءات الإنسانية، ويتکون من أربع أبعاد وهى: 1-       متغيرات الأحکام القبلية التى تتمثل فى محک جدة ⁄  مألوفية المعلومات. 2-       متغيرات المعلومات ( التحکم )أو (المستقلة) وتتمثل فى نوع المعلومات ( معلومات شخصية فى البحث الحالى) ، ومستوى المعلومات، وطريقة عرض المعلومات، ومقدار المعلومات 3-       متغيرات التنفيذ (الحلول أو الاستجابات) أو (التابعة ) مثل طريقة التعبير(وهى فى البحث الحالى طريقة التعبير عن العالم الداخلى للفرد) أو نوع الأداء. 4-       متغيرات بعدية أو أحکام ما بعد الحل (مدى الحکم على الذکاء الشخصى وهو فى البحث الحالى حسن المطابقة بين التقرير الذاتى للفرد والمحک الموضوعى).