يعد الاهتمام بالعقل الانساني والعمليات العقلية مدار بحث واهتمام الانسان عبر العصور حيث اعتبر العلماء السلوک المعرفي أحد أهم أشکال السلوک الانساني الذى أثار فضول الانسان وتفکيره حول قضايا الانتباه والادراک والذاکرة والتخيل والتفکير, فالنشاط المعرفي هو ميزة للإنسان على بقية الکائنات الحية التي خلقها الله تعالى بقدرات معرفية محدودة والتي تفتقر إلى اللغة البشرية التي خص الله بها الانسان وحده, ومن هنا فإن اهتمام علم النفس المعرفي موجه بشکل خاص لفهم العقل الانساني وعملياته ووظائفه المعقدة (عدنان العتوم, 2014, 21).
ومن أکثر التطورات أهمية في دعم علم النفس المعرفي, والاتجاه المعرفي عموماً هو ظهور مدخل تجهيز ومعالجة المعلومات والذي واکب التقدم الذي أحرزته علوم الحاسب الآلي, وعلوم الاتصال, ومن الافتراضات الهامة التي جاء بها مدخل تجهيز ومعالجة المعلومات افتراضين مهمين هما :
1_ العمليات العقلية المعرفية تکون مفهومة عند مقارنتها بعمليات الحاسب الآلي.
2_ العمليات العقلية المعرفية يمکن تفسيرها في ضوء تدفق أو تتابع المعلومات عبر سلسة من المراحل (فتحي الزيات, 1998ب , 36).
والمحور الأساسي الذى ترتکز عليه نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات, يتعلق بکم وکيف المعلومات التي يمکن اکتسابها , وکيف يحدث هذا الاکتساب ؟ ولذلک فإن المشتغلين بعلم النفس المعرفي عموماً, ونظرية تجهيز ومعالجة المعلومات خصوصا ترکز اهتمامهم في الاجابة عن مثل هذه الأسئلة, وغيرها من تلک التي تدور حول " کيف ينتقى الناس ؟ وکيف يستخلصون أو يشتقون؟ وکيف يعيدون انتاج ؟ وکيف يستخدمون المعلومات في البيئة ؟ وما هي الضوابط المعرفية المتعلقة بمحتوى وعمليات تجهيز المعلومات التي تحکم عمليات الانتقاء, والاشتقاق, والاحتفاظ, والانتاج, والاستخدام داخل نظم محدودة السعه لتجهيز ومعالجة المعلومات (السيد صقر,2000, 55) .
وأکد ساين وآخرون ( (Sian , et al., 2004, 584أن مفهوم التمثيلات العقلية يعد أحد المفاهيم الجوهرية والأساسية لعلم النفس المعرفي وأن الکثير من العلوم مبنية على أساس بناء تمثيلات عقلية معرفية في ذاکرة الانسان .