إن التربية فى تحليلها النهائي وعلاقاتها العضوية بثقافة المجتمع ذات وظيفة قيمية, فهى وإن کانت تتناول الناشئين بالتشکيل والتوجيه، فإنها لابد أن تعبر عما يختاره المجتمع من قيم، إذ تستمد أهدافها من تلک القيم، وعلى أساسها يکون اختيارها لخبرات التعلم ،ومن ثم يعد البناء القيمى والأخلاقي من أسمى الأهداف التربوية، والذى يعد من أهم معايير الکفاءة التربوية والجودة التى نتطلع إليها فى الوقت الحالي. وإذا کانت القيم"فى مضمونها الکلى" تعبر عن مجموعة الأفکار والمبادئ التى يکتسبها الفرد فى بيئته الاجتماعية، ويؤمن بها ويمارس سلوکه من خلالها وفى ضوئها، وتشکل فى مجموعها نسقاً قيمياً متدرجاً يساعده على التکيف مع بيئته ومجتمعه، فإنه ينبغي أن نکون على علم بأن تکوينات القيم لدى الناشئين والطلاب هى نتاج لفعاليات دور التربية فى تحقيق وظيفتها القيمية، أى أن التربية تعمل على تنمية وعى الأفراد بالمبادئ الخلقية وتبصيرهم بمعايير القيمة التى تعبرعنها,وتخلق لديهم نوعاً من الارتباط بهذه القيمة کمدخل لإثراء وتکوين الذات