تتميز کل أمة من الأمم التي نهضت بامتلاکها مجموعة من القيم التي تحدد لها مساراتها المختلفة نحو تحقيق أهدافها وتختلف هذه القيم من أمة لأمة في جوانب معينة وتتفق في جوانب أخرى بل إنها قد تتفق في المبادئ العامة والمسميات أحيانا وتختلف في المقصود منها فالحرية قيمة تتفق عليها الکثير من الأمم لکن الاختلاف قد يکون في تعريف مفهوم الحرية وآليات تطبيقها وهنا يأتي دور الإسلام الذي تميز بتحديد مصطلحاته بحيث لا يداخلها شک ولا ريب فالإسلام دين الوسطية والاعتدال وأمة الإسلام أمة وسطا ، وإن ما يميز القيم الإسلامية أن منبعها الوحي الإلهي الذي لا يتعارض مع الطبيعة الکونية  ولا  يتعارض مع الوعي الإنساني في مجمله فالذي خلق الطبيعة الکونية ووضع لها أنساقها وأحکامها وقوانينها وخلق الإنسان وقدر له وعيه هو الذي حدد القيم التي تناسب هذا الإنسان ولا تتعارض مع قوانين هذا الکون الفسيح