لقد خلق الله (عز وجل) الإنسان فأحسن خلقة، وخلق له الحواس لتستقيم حياته قال الله تعالى"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَکَّرُون " (الأنعام: 50)، وتمثل حواس الإنسان النوافذ الأساسية التى يستطيع بموجها أن ينفتح على العالم الخارجي ويتواصل مع الأفراد يقول الله تعالى: "وَاللَّهُ أَخْرَجَکُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ".(النحل: 78). ويتضح أن العديد من الأطفال ذوي اضطراب التوحد يتصفون بفرط الإستثارة الإنتقائية للمثير، أى أن الطفل يرکز على جانب واحد لشئ أو محيط، بينما يتجاهل الجوانب الأخرى، مما قد تجعل من الصعب على الطفل ذوي اضطراب التوحد معرفة عالمة، لذلک فمن المهم مساعدتهم فى توجيه إنتباههم للجوانب ذات الصلة لشئ ما أو الوسط المحيط بهم (رانيا قاسم، دينا مصطفى، 2010: 58). والصور الذهنية هي الصور التي يستطيع الفرد بواسطتها تصور الموقف الماضي عن الصور الحسية والصور اللفظية للمواقف الماضية، وتعد الصور الذهنية إحدى أدوات التفکير، وهى إما أن تکون صورة حسية أو لفظية، فإذا کنت تنظر الى وردة أمامک فإن الوردة مدرک حسي وإذا أغمضت عينک فإنک تستطيع أن تراها أيضا، أي إنک کونت صورة ذهنية عنها (سعيد عبدالعزيز، 2007: 28 -29). من أجل ذلک يرى الباحث ضرورة عمل برنامج تدريبي يعمل على تنمية الصور الذهنية لدى الأطفال ذوى اضطراب التوحد تساعدهم على التعلم وتساهم في اعتمادهم على أنفسهم فى أمور الحياة المختلفة.