إن التطور السريع في مجال تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات انعکس تأثيره على المجال التربوي فظهرت العديد من أنماط وطرق التعلم الجديدة التي شجعت التعلم الذاتي، وخاصة مع الانفجار المعلوماتي ، وزيادة أعداد المتعلمين وحاجتهم إلى بيئات تعليمية توفر المزيد من الخبرات ومصادر التعلم المتنوعة.
ومن أبرز التطبيقات التکنولوجيه في التعلم والتعليم - التعلم الإلکتروني وتطبيقاته ، وتَعًد البيئات التعليمية الافتراضية من أهم المجالات التطبيقية في تکنولوجيا التعلم الإلکتروني، حيث أنها تعتمد على استخدام الکمبيوتر وتطبيقاته في المناهج الدراسية ، وفي عمليات إدارة التعليم ، وتحقق العديد من الأهداف التعليمية سواء في الجانب المعرفي أو المهاري والتدريبي أو الوجداني ، وذلک عن طريق تصميم موقع إلکتروني يتم نشره على شبکة الإنترنت ، وتبنى فيه المعلومات على شکل صفحات ديناميکية ، وتوفر نوعاً من التواصل والتفاعل بين المشارکين خلال تلک البيئة الإفتراضية ، وکأنهم موجودين في مکان واحد يعملون معًا لبناء المعرفة أو اکتساب مهارة أو حل مشکلة تحت إشراف المعلم عن بعد (حسن الباتع محمد ، السيد عبد المولى السيد ، 2008) ، ولهذا يحتاج تصميم البيئات التعليمية الافتراضية إلى الإعداد الجيد من حيث تصميمها واستخدامها لبناء بيئة فعالة يمکن استخدامها بشکل جيد في العمليات التعليمية (محمد فضل المولى ، 2017).
ويعدُ التعلم الافتراضي وسيلة هادفة ومهمة وفعالة للوصول إلي المعرفة المراد تعليمها وقت حدوثها ؛ وذلک لمسايرة متغيرات ومستجدات ذلک العصر، وتَعُد المجتمعات التي لا توظف تقنيات وإمکانيات وأساليب التعلم الافتراضي مجتمعات تحتاج إلى مراجعة سياستها التعليمية لوضع الخطط المناسبة للاستفادة من هذا التقنيات ؛ ولهذا اهتمت المجتمعات العالمية بالتعلم الافتراضي لما له من أهمية کبيرة ومميزات کثيرة جعلته محل اهتمام المؤسسات العالمية والإقليمية (Young P. A,2009).
والتعلم الافتراضي يوفر بيئة تعلم تفاعلية تسمح للمتعلم بالدراسة في الوقت والمکان الذي يفضله ، ويتيح عمل مناقشات ومقابلات حية خلال شبکة الإنترنت ويوفر معلومات تلبي احتياجات المتعلمين ويوفر برامج المحاکاة والصور المتحرکة وتمارين تفاعلية وتطبيقات عملية Alkaram , A.M., & Al- Ali N.M. 2001) ).
ويتيح التعلم الإفتراضي للمتعلمين ممارسة التعلم الذاتي واکتساب المفاهيم والحقائق والمهارات التي يصعب اکتسابها من خلاص طرق التعلم التقليدية ؛ ولهذا فهو نظام يوفر حرية الاختيار ونقل المهارات التعليمية ، ومن هذا المنطلق أکد العديد من العلماء على ضرورة الأخذ بنظام التعلم الافتراضي لتحقيق أفضل النتائج في العملية التعليمية .
ويهدف التعلم الافتراضي إلي زيادة فرص التعليم للجميع والحصول على مؤهلات ودرجات علمية دون الحاجة للذهاب إلي المؤسسات التعليمية، فالتعلم الافتراضي يعد بمثابة مراکز تعليم مفتوحة مستمرة عن بعد، حيث يمکن الفرد من التواجد في أي مکان في العالم ،وتلقى المعارف في أي وقت (ابراهيم بختى ،2003).
ويؤکد رايس ( Rice W. ;et-al,2009) أن استخدام بيئات التعلم الافتراضي في العملية التعليمية تجعل المتعلم مشارکاً في العملية التعليمية، کما تساعد أيضاً في وصول العملية التعليمية لأکبر عدد من المتعلمين دون التقيد بحاجز الزمان والمکان وإمکانية العملية التعليمية في أي مکان من العالم ، کما يتيح التعلم الافتراضي استخدام مصادر معرفة متعددة للعملية التعليمية .