يعد الفائقون ثروة بشرية لمجتمعاتهم؛ لذا قامت العديد من الدول برعاية هذه الفئة وإعداد البرامج الخاصة بهم، من خلال تقديم الرعاية المتکاملة لهم، وتقديم برامج تعليمية خاصة في جميع المجالات التربوية والعلمية والثقافية والنفسية والجسمية والصحية والاجتماعية... التي تتناسب مع طبيعتهم وقدراتهم وتلبي احتياجاتهم وتشبع رغباتهم.        وقد ظهرت العديد من البرامج التعليمية والاستراتيجيات التي تهدف في جوهرها إلى الترکيز على المتعلمين وجعلهم محور العملية التعلمية، فهم من خلالها عناصر نشطة فعالة متعاونة وخاصة الطلبة الفائقين، وأصبحت رعاية الفائقين والموهوبين من الأمور المهمة، وقد شهدت رعايتهم طفرة واضحة في السنوات الأخيرة.         ويعرف الطالب الفائق بأنه: من يصل تحصيله الأکاديمي إلى مستوى يضعه ضمن الأعلى من (20:15%) من المجموعة التي ينتمي إليها. (محمد الزيني،2011،178) (*)        مما يؤکد تميز الطالب الفائق  بقدرات لغوية مرتفعة؛ لأن معدل النمو اللغوي لديه أعلى من أقرانه العاديين، لذا فهم أقدر على استخدام الکلمات وتکوين الجمل والتراکيب اللغوية وتحليلها وفق الضوابط النحوية، کما لديهمسرعة في اکتساب اللغة فهمًا وتعبيرًا لفظيًا أوکتابيًا وتذوقًا، والقدرة الفائقة على الملاحظة والاستيعاب، التعامل مع الألفاظ بکفاءة؛ للتعبير عن أفکارهم وآرائهم التي ينقلونها إلى غيرهم من الناس، سواء أکان بطريقة منطوقة أو مکتوبة وبشکل واضح، کما لديهم قدرة فائقة على التعميم واستنتاج العلاقات النحوية بين وحدات الترکيب؛ ومن ثم اکتساب مهارات الترکيب اللغوي النحوي، وقد اهتمت اللغات عامة واللغة العربية خاصة بمستوى الترکيب اللغوي ووضعته في المستوى الأعلى لتعلم اللغة تحدثًا وکتابةً.         ويهتم الترکيب بدراسة نظام الوحدات داخل الجملة وترتيبها، والعلاقات الرابطة بينها، على سبيل المثال: فإن الوحدة الدالة "الشمس" تقبل التأليف مع الوحدة "مشرقة"، أما الوحدة الدالة "السماء" فتقبل التأليف مع الوحدة "صافية" ، ففي الترکيبين "الشمس ساطعة" و"السماء صافية" جاء ترتيب کل من الشمس والسماء سابقًا لساطعة وصافية.        کما يهتم بدراسة التراکيب من حيث نوعها؛ فتنقسم إلى جملة اسمية وجملة فعلية، وهناک تقسيم آخر من حيث الصعوبة والسهولة، فتنقسم الجملة إلى بسيطة ومرکبة ومعقدة، وکذلک دراسة العلاقات بين أرکان الترکيب داخل النص اللغوي، کما يهتم بتحليل مکونات هذا النظام الترکيبي إلى عناصره. (علي حميد،2017،23)
*يتبع الباحث نظام التوثيق الآتي:( اسم المؤلف أو الباحث، سنة النشر، رقم الصفحة أو الصفحات التي تم الرجوع إليها ).