إن الخدمة الاجتماعية المدرسية لها دور بارز ومهم في تدعيم العملية التعليمية خاصة فيما يتعلق بمساعدة الطلاب على مواجهة مشکلاتهم وإشباع احتياجاتهم واستثمار طاقاتهم ، إضافة إلى دورها المؤثر في الاستفادة من موارد وإمکانيات المدرسة والاستفادة منها سعيا إلى  إحداث التطور تحقيق والأهداف التربوية  المرغوبة في المدرسة .      فالخدمة الاجتماعية المدرسية هي الأداة الرئيسية لعملية البناء والتنمية ، حيث لا تستطيع المدرسة أن تتخلى عن جهودها وخدماتها فالأخصائي الاجتماعي المدرسي عادة ما يشارک زملائه في المدرسة في إعداد المواطنين الصالحين الذين سيتحملون مسئولية عمليات التغير الاجتماعي في ضوء سياسة المجتمع المدرسي والخطط التربوية ( غباري ، 2006 ، 49 ) . حيث يعمل الأخصائي الاجتماعي المدرسي ضمن فريق داخل المؤسسة التعليمية ويتعامل مع کافة الفئات الطلاب ، أولياء الأمور ، إدارة المدرسة ، المعلمين ، أعضاء المجتمع المحلى ومساعدتهم على فهم أهداف المدرسة ( Farley , 2003 , 193 ) .     لذلک فإن الأخصائي الاجتماعي المدرسي بحاجة مستمرة لاکتساب المعارف والخبرات والمهارات التي تصقل شخصيته المهنية حتى يکون قادرا على أداء مسئولياته والمشارکة في تحقيق التنمية للمجتمع من خلال التحسين المستمر لأدواره المهنية التي يقدمها سواء للطلاب أو المدرسة التي يعمل بها  أو لمهنته ومجتمعه المحيط ( إبراهيم ، 2011 ، 2246 ) .      يعد الالتزام المهني للأخصائي الاجتماعي المدرسي والذي يعبر عن حالة اجتماعية وجدانية تجاه مؤسسة العمل تدل على التوافق بين أهداف العاملين وأهداف المهنة والشعور الايجابي والانتماء للمهنة والتمسک بقيمها وتطبيق لوائحها والرغبة الشديدة في الاستمرار للعمل به ( الضلاعين ، 2018 ، 124 ) ، عنصرا حيويا لمساعدة المدرسة في تحقيق أهدافها مستندة إلى جهود الأخصائيين الاجتماعيين في قيامهم بأدوارهم المختلفة تجاه طلاب المدرسة وأولياء الأمور کذلک تجاه الزملاء بالمدرسة وأعضاء المجتمع الخارجي إضافة إلى دورهم تجاه مهنتهم .       يعد الالتزام المهني سمة مرتبطة بمهنة الخدمة الاجتماعية ومن أهم مقوماتها ؛ وذلک لکونها  مهنة أخلاقية في طبيعتها تقوم على الأخلاق ؛ ويستدل على ذلک من قيمها ومبادئها وأيضا ممارستها العقلية لکل طريقة من طرقها ، حيث إن الممارسة المهنية تقوم على مجموعة من المعايير الأخلاقية التي تصاغ في شکل ميثاق أخلاقي لها على مجموعة من المبادئ الأخلاقية والتي يتم ترجمتها في صورة معايير أخلاقية يلتزم بها الأخصائيون الممارسون خلال عملهم مع الطلاب ( عبد الحميد ، 2008 ، ص 109 ) .      ويعود الفضل في اشتقاق مفهوم الالتزام المهني إلى کل لودهال وکيجنر1965)  ) اللذين اعتبرا أن الالتزام المهني جزء من أخلاقيات العمل الوظيفية الأساسية التي تظهر عندما تصبح قيمة العمل جزءا من مفهوم الذات حيث يتعلق الالتزام المهني بالطريقة التي يستخدمها لإظهار السلوک والالتزام المهني هو التزام ناتج عن قيم ذاتية حول مدى صواب العمل الذي يمارس وأهمية العمل بالنسبة للفرد ( الکردي ، 2015 ، 93 ) .