تعد الأسرة من العوامل المهمة والمؤثرة في حياة أطفالها العاديين والمعاقين، ولا يمکن تقديم التوعية والعون لأسرة الطفل المعوق دون أن يدرکوا الخلفية التي تقف وراء سلوکياتهم تجاه أطفالهم المعوقين ، والتي هي انعکاس للعديد من المشاعر وردود الأفعال والضغوط التي تتعرض لها الأسرة عند ميلاد طفل معوق . ولذلک کان لابد قبل أن نعرض للدور الذى يجب أن يقوم به الآباء نحو أبنائهم المعوقين ، أن نعرض ردود فعل الوالدين تجاه ميلاد طفل معوق والضغوط التي يواجهها هؤلاء الآباء نتيجة مجيئ هذا الطفل إلى الأسرة ( الزغبى ، أحمد ، 2003 ). وأسر الأطفال المعاقين وبخاصة المعاقين عقليا يتکبدن عبءً کبيرا في رعاية هؤلاء الأطفال الذين يعانون من العديد من المشاکل الصحية ومن الإعاقة العقلية وهن بحاجة ماسة إلى الاهتمام بهن ، والتخفيف عن کاهلهن ، وحثهن على مواصلة طريقهن مع أطفالهن في رحلة التأهيل الشاقة والطويلة ، کما أنهن بحاجة إلى زرع الأمل في قلوبهن في مستقبل أطفالهن المعاقين (العرعير ، محمد مصبح حسين ، 2010 ). وتعتبر الضغوط النفسية لدى أولياء أمور المعوقين عن ذلک التأثير السيئ الذى يحدثه وجود طفل معوق أو ما يتسم به من خصائص سلبية ، لدى الوالدين فيثير لديهم ردود فعل عقلية وانفعالية أو عضوية غير مرغوبة ، تعرضهم للتوتر والضيق والقلق والحزن والأسى ، کما قد يعانونه من بعض الأعراض النفسية الجسمية التي تستنقذ طاقاتهم وتحول دون قدرتهم على الترکيز فيما يقومون به من أعمال ( العرعير ، محمد مصبح حسين ، 2010 ). فالضغط النفسى يعتبر من أشد مشکلات العصر الحديث ، لما له من آثار سلبية على سلوکيات الأفراد  إذ أنه أصبح عاملا مشترکا ، في مختلف البيئات، التي تتواجد فيها ومنها البيئة التعليمية التي يواجهها الطالب (Sayiner, B., 2006). ويشکل وجود الأطفال المعاقين عقليا داخل المنزل ، عامل قلق لدى الأسرة العادية، وکذلک وجود الضغوطات النفسية الهامة والفعالة، والتي يمکن أن تهدد الأسرة من العديد من النواحى الصحية العقلية ، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن وجود الأطفال المعاقين عقليا في الأسرة يمکن أن يؤدى إلى مشاکل خاصة تتمثل بالقلق الزائد ، والخوف والتوتر، وسرعة الغضب لدى جميع أفراد الأسر ( Shirani , N. , 2015 ).