إن المتأمل للواقع الحالي يجد أن السمة التي تغلب عليه هي التطور والتغير فنحن نعيش عصر التغيرات المتسارعة، وذلک بسبب الثورة التکنولوجية التي طالت مختلف مناحي حياتنا اقتصاديا، ًواجتماعيا، وسياسياً، وکان لذلک مردود انعکس على مختلف فئات وأطياف المجتمع أستلزم ذلک بطبيعة الأمر تطوير على کافة الأصعدة حتى نساير رکب التطور والحضارة، وللحاق بهذه التغيرات المتسارعة، وکذلک حل ما أرتبط بها من مشکلات.  ومن الواضح أن هذه الثورة أول ما طالت الأنسان باعتباره رکيزة وأساس کل مجتمع، ونتيجة لذلک صار تلميذ اليوم مختلف عن تلميذ الأمس، وبالضرورة ليس کتلميذ الغد، فبتنا أمام جيل قادر على استخدام التکنولوجيا بشکل بارع، جيل أنفتح على الأخر وأصبح العالم بالنسبة له قرية صغيرة جيل اتسعت أمامه مناهل العلم والمعرفة ومصادرها لکي ينهل منها قدر الإمکان. ونتيجة لما سبق أصبح المجال التربوي من أکثر المجالات تأثراً  بهذه التغيرات، والمشکلات  فالتعليم يتأثر بکافة الأوضاع على الساحة  سواء المحلية أو العالمية، ولذلک ظهرت صحوة فکرية  کبري تنادي بضرورة  تنمية  التفکير لدي التلاميذ  داخل المدارس، وتطبيق ما تعلمة  التلميذ على المواقف الجديدة في الحياة العامة ، وتأهيل التلاميذ على  حسن التعامل مع هذه المناهل والمصادر  وتنمية قدرتهم على التفکير والتأمل والتساؤل  للوصول إلي قناعات مبنية على العقل والبحث للوصول إلي المعلومة لا تلقينها لهم، وتنمية  قدرتهم على التميز بين ما يطرح عليهم من معلومات ، وجعل  تدريس التفکير من الواجبات والضرورات الملحة ، وأحد مسؤوليات  المؤسسات التربوية ( منيرة الرشيد ،2004 ،4 )*.  فالتفکير من أهم الأدوات التي يستخدمها الإنسان لمساعدته على مواجهة متطلبات الحياة والتکيف معها ولذلک أولته الدول المتقدمة الکثير من الاهتمام وسخرت له الطاقات من أجل إعداد الفرد للنجاح في مواجهة متطلبات الحياة المستقبلية (محمد الشريدة، 2003، 20).[1]    وبما أن التساؤل يعد مثير للتفکير ومحفز له منذ سقراط، فالتساؤل أکثر من مجرد طرح أسئلة فعن طريقة يتعلم التلاميذ کيفية ترکيز أنتباههم، وتنشيط خبراتهم السابقة، وتصحيح تفکيرهم، وغير ذلک من العادات العقلية.