لقد کان التعليم وما زال مفتاح التقدم والنمو والازدهار للأفراد والأمم على حد سواء،فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشک أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هى التعليم؛ لأن أى تقدم للمجتمع محکوم عليه بالمرور عبر البوابة التعليمية (بهاء الدين،1997: 13). فإذا کانت الدول المتقدمة تضع التعليم فى أولوية برامجها وسياستها فإن من باب أولى أن تهتم الدول التى تريد أن تحقق لنفسها مکانة تعليمية بالتعليم وخاصة الجامعى منه. وتعد الجامعة القاعدة الفعالة فى بيئة التعليم وأهدافه، على اعتبارها منظمة خدمية تختص بإنتاج وتسويق حزمة من الخدمات التعليمية والبحثية والتدريبية، وهى بذلک تمثل المدخل الرئيسى لکل الأنشطة الأنسانية فى المجتمع سواء کانت اقتصادية أم سياسية، صناعية أم خدمية، مادية أم روحية (السعد ومنهل،2006: 137). وتشهد الجامعات حراکا وتنافسا للارتقاء بنفسها، والقيام بدورها المتمثل فى تقديم الخريج الذى يستوفى متطلبات واحتياجات سوق العمل وخدمة المجتمع؛ وذلک من خلال تقديم خدمة تعليمية ذات معايير وجودة تؤدى إلى تحقيق الأهداف بالمستوى المطلوب (أبکر،2016: 20). فجودة الخدمات التعليمية يتعلق بترجمة احتياجات وتوقعات الطلاب إلى خصائص محددة تکون أساسا لتقديم الخدمة التعليمية بما يوافق تطلعاتهم ورغباتهم واحتياجتهم ويساعد على التخلص من العيوب والأخطاء بهذه الخدمات بشکل منتظم للاقتراب من الوضع المثالى للمنتجات والخدمات التعليمية بما يعبر عنه، لتحقيق الجودة والتميز فى هذه الخدمات (السيد،2014: 148). ولذا فلارتقاء بجودة الخدمة هو الضمان الرئيسى لتحقيق الامتياز لهذه الخدمات، ومن ثم زيادة رضا العملاء، أى أن جودة الخدمة هى مقياس للدرجة التى يرتقى إليها مستوى الخدمة المقدمة للعملاء لتقابل توقعاتهم، وبالتالى فإن تقديم خدمة ذات جودة متميزة يعنى تطابق مستوى الجودة الفعلى مع توقعات العملاء أو التفوق عليها، فهو مفهوم يکمن فى المقارنة بين توقعات العملاء لأبعاد جودة الخدمة ومستوى الأداء الفعلى الذى يعکس مدى توافر تلک الأبعاد بالفعل فى الخدمة المقدمة لهم (الکندرى،2010: 971). وکليات التربية هى أحد المنابر العلمية بالجامعة، وتقوم مهمتها الأولى على إعداد وتکوين معلمى المستقبل، ولا يمکنها القيام بذلک على خير وجه إلا بتقديم خدمات تعليمية تمکنها من القيام بهذا الدور الإعدادى والتکوينى للمعلم من خلال ما تقدمه من خدمات تعليمية تساهم بکل عناصرها فى تکوين معلمى المستقبل فى کافة التخصصات والبرامج.