ن من أصعب التحديات التي يمکن أن يواجهها أي مجتمـع، وتقـف أمـام تقدمـه ونهضته هي انتشار ظاهرة الانحراف الفکري والابتعاد عن التوسط والاعتدال في التفکيـر ، وما يترتب عليه ذلـک مـن ظهـور الفـتن والـصراعات وتـشتت الاتجاهـات وتعـدد المذاهب الفکرية، الأمر الـذي يـؤدى إلـي ضعف قوة الأمة وضياع عزتها وهدم کيانها، وبالتالي يهدد أمنها واستقرارها، فتعم الفوضى والاضطرابات ويعيش أبناء الوطن في خوف من سفک دمائهم البريئـة (الـصالح ، ٢٠٠٨ ، .(٨ وإذا أرادنا التغلب على هذه الظـاهرة لا يأتي ذلک إلا عن طريق نشر ثقافة الأمـن الفکري، فهو السبيل الوحيـد الـذي يجنـب مجتمعنــا أخطــار وويــلات الانحــراف الفکري(عبد الحميد، الصراف، ٢٠١٦ ،٤٠ .( وهنــا تــؤدى مؤســسات التنــشئة الاجتماعية والتربوية دورا بارزا في تحقيـق وإرساء الأمن الفکري، وذلک عـن طريـق إعدادها لأفراد المجتمع فکريا وعمليـا بمـا يتواکب مع متطلبـات العـصر (المطيـري ، .(٦٦-٦٥ ،٢٠١٧ وتعد الأسرة أساس الهـرم التربـوي والمسئولة بشکل مباشر عـن غـرس القـيم الأخلاقية و المعتقدات الـسليمة فـي نفـوس النشء، فهي أول من يحتضن الفرد ويکـسبه احتياجاته التي بها يتسنى له الاشـتراک فـي معترک الحياة (أبو صباح، ٢٠١٤ ،٢٧٠ .( إن الأسرة هي المـسئول الأول عـن تشکيل ال فرد منذ ولادته وإعـداده جـسمانيا وعقليا لتضعه على الطريق الصحيح ليتمتـع بشخصية س وية، فعليها إعداد الأفراد ليواجهوا صعوبات الحياة في مجتمعاتهم، وهنا تلعـب العلاقات الأسرية دورا هامـا فـي تکـوين (Gežová, 2015, 45-50).الفرد شخصية بناء على ما سـبق تبلـورت فکـرة الدراسة الحالية حول دور الأسرة في تحقيـق الأمن الفکري لدى أبنائها.