يواجه الإنسان في الوقت الحاضر وخاصةً بعد التقدم السريع للتکنولوجيا والثورة المعلوماتية التي أثرت في جميع نواحي الحياة الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، وانتشار ظاهرة العولمة، وما صاحبها من بعض القيم السلبية کالفردية، وضعف قيم الولاء، والانتماء، وتحمل المسئولية تجاه المجتمع، الکثير من المشکلات والتحديات والأزمات والکوارث التي تهدد أمنه واستقراره وتعوق عملية تنميته الشاملة والمستدامة، منها ما هو طبيعي لا دخل له فيها، ومنها ما هو بشرى يحدث نتيجة سلوکياته الخاطئة في التعامل مع الموارد المتاحة.    وبالرغم من هذه التحديات وتلک الأزمات التي يعاني منها المجتمع إلا أن المواطنون يسعون إلى تحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات من خلال وعيهم بهذه التحديات والأزمات وما يترتب عليها من أضرار، وقدرتهم على مواجهتها بأسلوب علمي، ومن خلال تحملهم المسئولية الوطنية بأبعادها المختلفة (الأخلاقية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية).    وقد جاء مفهوم التنمية المستدامة بعد أن ظهرت العديد من المشکلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية الناتجة عن استنزاف الموارد الطبيعية، وزيادة معدلات التلوث في العديد من المناطق وخاصة الفقيرة، وذلک بعد حدوث التنمية الاقتصادية التقليدية في القرن العشرين، والتي کان هدفها تحقيق أعلى معدل للربح دون النظر إلى تلک المشکلات المصاحبة لها.