يشهد العصر الحالي تطورات علمية سريعة ومتلاحقة، ومن أشکال هذه التطورات الکم الهائل من المعلومات والمعارف التي تطالعنا به وسائل نقل المعرفة؛ لذلک فإن الإنسان أصبح مطالب بأن يکون لديه قدر کافٍ من المعلومات والمهارات کي يتمکن من مواکبة تلک التطورات التي تزايدت معها الأخطار والأزمات التي يذهب ضحيتها مئات الأرواح في شتى أنحاء العالم، ويتمثل ذلک في انتشار الأمراض، والأوبئة، والحوادث والحرائق، وحالات التسمم،.....وغيرها، حيث تمثل هذه الأخطار تهديداً لحياة الإنسان، وتزاد خطورة عندما لا يکون الفرد وعياً بها وبکيفية مواجهتها.  وتعد مشکلة الإعاقة العقلية من المشکلات القديمة التى يهتم بها علماء النفس، والتربية والاجتماع، والصحة النفسية، والطب کونها ظاهرة معقدة الجوانب، وتعتبر الإعاقة العقلية مصدراً لإعاقة التقدم في الحياة؛ لذلک فهي تحتاج لجهد کبير من القائمين على تنشئة وتأهيل المعاقين عقلياً لتقديم الخدمات المناسبة لتلک الفئة؛ لذلک فإن الإهتمام بالتلاميذ المعاقين عقلياً من أهم الأمورالتي يجب أن يهتم به المجتمع في جميع مجالاته، من خلا ل معالجة أوجه القصور لديهم من خلال إکسابهم المهارات التي تمکنهم من التکيف مع البيئة المحيطة بهم.  وتنمية الوعي الوقائي يُعد من المجالات المهمة التي ينبغي تنميتها لدى التلاميذ المعاقين عقلياً، ويمکن تنميتة من خلال جميع المواد الدراسية وخاصة مادة العلوم؛ فيتعلمون کيفية حماية أنفسهم ومن الأذى والأخطار، وإتاحة الفرصة لممارسة السلوکيات والعادات السليمة اتجاه أنفسهم.  ولما کانت التربية تهدف بوجه عام إلى اتاحة الفرص لمساعدة التلاميذ على النموالشامل المتکامل روحياً، و فکرياً، وجسدياً، وفإن التربية الوقائية - أحد مجالات التربية - ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر؛ باعتبارها تکسب الفرد معلومات ومهارات تساعده في التغلب على العديد من مشکلات البيئة، والصحة، والتغذية، والکوارث الطبيعية