تُعَد مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التى يمر بها الإنسان فى حياته, حيث أنها تساهم فى تکوين شخصية الطفل المستقبلية, ومن أهم ما يميز هذه المرحلة "الخيال"حيث يتميز طفل الروضة بالخيال الواسع الذى يحتاج إلى التدعيم من المحيطين به, و يُعتبر الخيال أعظم إستثمار لأى ثروة بشرية داخل أى مجتمع عصرى, فهو السبيل لجعل هذه الطاقات البشرية عُدة الحاضر, وقادة المستقبل , وصانعوا الحضارة, والتقدم العلمى .
وحيث أن الأطفال هم رجال الغد, وهم أمل البشرية فى حياة أفضل, فإن الإستمرار الحقيقى للحضارة البشرية وتطويرها يعتمد على بناء هؤلاء الأطفال, وبما يغذى عقولهم من الثقافة العلمية الموضوعية التى کانت وما زالت تسهم بدور کبير فى إثارة الخيال الإنسانى وتدفعة إلى التفکير والإبتکار والإبداع, والتى لولاها لما إستطاع الإنسان أن يتخلص من خوفة من الطبيعة ومظاهرها وينطلق إلى المکتشفات والمخترعات التى أوصلت البشرية لما هى عليه من التقدم والتطور (الشماس ,2008 : 28).
ويعتبر الخيال هام جدا للأطفال فهو يشغل حيزاً واسعاً فى نشاط الأطفال العقلى, حيث تنمو قدرات الصغار العقلية بصورة مستمرة, ولتربية الخيال عند الأطفال أهمية تربوية بالغة فالأطفال فى مراحلهم المبکرة يميلون بطبيعتهم الى الخيال والقصص الخيالية وأفلام الکرتون وقصص الخيال العلمى, لذا فيمکن استغلال هذة الميول فى تنمية الخيال بداخلهم ومزج العلم بالخيال من أجل تنمية قدراتهم على الإبداع والإبتکار والتخيل, حيث ان الخيال هو مکون أساسى من مکونات الابداع العلمى لدى الأطفال, ويجب أن تتدرج عملية التثقيف العلمى للأطفال فنبدأ بما يتمشى مع خبراتهم ومدارکهم, ثم تتطور شيئا فشيئا نحو مسائل أکثر تعقيدا (نسيم ,2011 :14 ).
إن العصر الذى نعيش فيه هو عصر التقدم العلمى الزاخر, والذى يعمل على استبعاد أياً من المجتمعات التى تتسم بالکسل ولا تستطيع مجاراة هذا التدفق العلمى, ولا ينشأ ويظهر هذا التدفق العلمى إلا على أيدى المبدعين, وهؤلاء المبدعين لا ينشئون من فراغ, ولکن لابد من الاهتمام بالبحث عنهم ورعايتهم وتربيتهم کما الاهتمام بالسلالات النادرة من النباتات والحيوانات(جروان , 2008 . 78 ), وتُعد مؤسسة رياض الأطفال لها الدور الأخطر فى تنشئة ورعاية المبدعين, فالطفل يمارس فيها الأنشطة المتنوعة التى تعتبر مبادىء أساسية لتنمية الخيال والابداع لديه