تشهد المؤسسات التربوية اليوم العديد من التطورات والمتغيرات المتسارعة في مختلف مجالات عملها، ومن أبرزها التحديات التي أفرزتها العولمة والمنافسة العالمية وتطور نظم المعلومات والاتصالات؛ حيث تواجه المؤسسات التربوية ضغوطاً کبيرة تجعلها تبحث عن أساليب وطرق جديدة وفعالة للارتقاء بمستوى أدائها وخدماتها، وقد فرضت هذه التغييرات المتلاحقة أدواراً ومسؤوليات جديدة على العاملين في مختلف المؤسسات التربوية، ولا سيما مديري المدارس، وکان لزاماً الاستجابة لهذه التطورات من خلال تنمية مديري المدارس بالمهارات والمعارف، وإکسابهم الخبرات التي تساعدهم على الارتقاء بمستوى أدائهم الوظيفي، وتجعلهم قادرين على التکيف مع کل المستجدات والمتغيرات العالمية في المنظومة التربوية. وعلى الرغم من أن الاهتمام خلال السنوات السابقة کان مرتکزاً على التنمية المهنية للمعلمين لما لهم من دور مباشر داخل المدرسة في إثراء العملية التعليمية للطلبة، إلا أن التنمية المهنية لمديري المدارس له أهمية مضاعفة، حيث إن کفاءة العملية التعليمية لأي مؤسسة تربوية مرهونة في المقام الأول بمدى نجاح إدارتها، ممثلة في شخصية وأسلوب المدير الإداري، ومدى فهمه وإدراکه للأساليب الإدارية الصحيحة، والمستجدات والمتغيرات المتلاحقة في مجال عمله الإداري(الحامد وآخرون،2005، 305). ويرى أحمد(2002، 54) أن التنمية المهنية لمديري المدارس أصبحت قضية تشغل المهتمين بقضايا التعليم؛ حيث يُعد أحد تحديات التنمية المهنية خلال الفترة القادمة، ومدير المدرسة أينما کان مطالب أن يعايش المستجدات والمتغيرات المتلاحقة في کافة المجالات، والتسلح بالمعلومات ومعايشة ثورة العلم والمعرفة والتقدم التکنولوجي، وأن يکون مُطلعاً ومُلاحقاً لکل ما هو جديد، وينمي خبراته عن طريق الدورات والمشاغل والورش التدريبية