ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺴﻠﻴﻡ ﻻﺒﺩ ﻟـﻪ ﻤـﻥ ﻗـﻴﻡ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻴﻬﺘﺩﻱ ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺴﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺍﻟﺤـﻀﺎﺭﻱ ﺒـﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﻔل ﻫﻭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻥ ﺃﺤﺴﻥ ﻭﻀ ﻌﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﺴﻠﻴﻡ ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤـﺴﺘﻘﻴﻤﺎﹰ ﻤﻬﻤـﺎ ﺍﺭﺘﻔـﻊ ﻭﺘﻌﺎﻅﻡ ... ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍ ﻟﺘﻨـﺸﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﻜﻴﻔﻪ ﻤﻊ ﺒﻴﺌﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﺘﺸﻜﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ، ﻭﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻟﺏ ﻭﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﻀﻴﻪ ، ﻓﻬﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﻌﻠﻴﻡ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻭﻥ ، ﺒﻐﻴـﺔ ﺘﻌﻠـﻴﻡ ﺍﻟﻁﻔـل ﺍﻻﻤﺘﺜـﺎل ﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻻﻨـﺩﻤﺎﺝ ﻓـﻲ ﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ، ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻪ ، ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭ ﻀﺒﻁ ﺴﻠﻭﻜ ﻪ ﻭﻜﻔﻪ ﻋﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘـﻲ ﻻ ﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺭﻀـﺎﻩ ﻤﻨﻬﺎ ، ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺘﻭﺍﻓﻘﺎﹰ ﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻓﺎﻟﻀﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻻﺯﻡ ﻟﺤﻔﻅ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ، ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﺼـﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ، ﺇﻻ ﺒﺨـﻀﻭﻋﻬﺎ ﻟﻘﻴـﻭﺩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻥ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﻭﻗﻴﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬـﺫﺏ
ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺘﺴﻤﻭ ﺒﻬﺎ ، ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻌﻴﺵ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓـﻲ ﺴﻼﻡ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻴﻜﺘـﺴﺏ ﺤـﺒﻬﻡ . (١)ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﻡ ﻭﻴﺭﺠﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ﻭﻗـﻀﺎﻴﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻤﻥ ﺒﻌﻴﺩ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺩﺭﻜـﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤـﺔ ﻤـﺩﻯ ﺨﻁــﻭﺭﺓ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺘﻭﺠﻴــﻪ ﺍﻟﻨﺵﺀ ﻤﻨﺫ ﺍﻟـﺼﻐﺭ ، ﻻﺭﺘﺒﺎﻁﻬـﺎ ﺍﻟﻭﺜﻴـﻕ ﺒﺘﺤﻘﻴــﻕ ﺃﻫــﺩﺍﻑ ﺍﻷﻤــﺔ ﻭﺒﻠــﻭﻍ ﻏﺎﻴﺘﻬــﺎ . ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘـﺩﻡ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟـﻭﺠﻲ ﻗﺩ ﻓﺭ ﺽ ﻤﺘﻁﻠﺒـﺎﺕ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ . ﺒﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟـﺩﻯ ﺍﻵﺒـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﻁﺭﻕ ﺘﺘﻭﺍﺌﻡ ﻤـﻊ ﻤﺘﻁﻠﺒـﺎﺕ ﻫـﺫﺍ ( ﻭﺴﻭﻑ ﻴﺘﻡ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ١) .ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﻁﺎﺭﻴﻥ ﺍﻹﻁـﺎﺭ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻭﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ.