أصبحت جودة أداء التعليم العالي موضع اهتمام کبير على الصعيدين العربي والعالمي، حيث إن الجامعة تمثل بيت الخبرة في المعرفة والسلوک الإنساني، ولا يقتصر دورها على تزويد الطلبة بالمعارف داخل القاعات الدراسية فقط، بل يتعداها إلى النهوض بالمجتمع، وقيادة عمليات التغيير والتطوير لتحقيق أهداف التنمية الشاملة في المجتمعات المختلفة.
لذا اتجهت کثير من الدول إلى التسابق والتحسين في کل ما تقوم به جامعاتها من أنشطة، وما تطبقه من أساليب وتقنيات، وکل ما تقدمه من برامج من أجل تحقيق التميز، حيث أصبح السعي نحو التحسين المستمر للتميز في الأداء السمة الأساسية للعمل الإداري في العصر الراهن في کافة أنواع المؤسسات وبخاصة المؤسسات التعليمية من أجل إحداث نقلة نوعية في المخرجات وتميزها ، ولذلک تشهد الجامعات على المستوى العالمي محاولات جادة لتطويرها وتحديثها, وتقييم الأداء وتحسينه من خلال التأکيد علي مفاهيم التميز والجودة النوعية في الأداء کاتجاه تطويري معاصر.
وتسعى سلطنة عمان من خلال الاستراتيجية المعتمدة لتنمية الموارد البشرية وهي إحدى الاستراتيجيات الرئيسية المعتمدة لتحقيق الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني( 2020م ) إلى إحداث تطور کمي ونوعي في کافة مجالات التعليم العام والتعليم الفني والتدريب المهني والتعليم العالي والخدمات الصحية. وذلک من خلال تحقيق التوازن الاقتصادي والنمو المتواصل، وتنويع مصادر الدخل، وتنمية القطاع الخاص فکل ذلک لن يتأتى دون وضع استراتيجية واقعية ومرنة لتنمية الموارد البشرية وبصفة خاصة في التعليم العالي.