أصبحت مشکلة بطالة المتعلمين – وخاصة خريجي الجامعات- فى مصر حاليا من أولى المشاکل الملحة لما لها من آثار خطيرة على النواحى الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والخلقية والنفسية التى تعوق رکب التنمية والتقدم فى المجتمع ، وبطالة الجامعيين قد تکون أشد خطراً من بطالة الفئات الأخرى لکونهم الفئة الأکثر وعياً والأعلى طموحاً ، ومما لا يدعو للتفاؤل أن هذه المشکلة قد تتفاقم بکل سلبياتها فى الأمد القصير وربما الطويل - مالم تتخذ الوسائل والإجراءات الکفيلة لمواجهتها – وذلک فى ضوء استمرار زيادة معدل النمو السکانى وزيادة الطلب الاجتماعي على التعليم العالى ، وبدء العمل باتفاقية الجات ، وتيارات الهجرة المرتدة من الدول العربية ،وتطبيق سياسة التحرر الاقتصادى وسياسة العرض والطلب وآليات السوق، والتوسع فى عمليات الخصخصة وما يترتب عليها من الاستغناء عن العمالة الزائدة والاعتماد على أقل عدد ممکن من العمالة المؤهلة تأهيلاً عالياً، وانطلاقا من ذلک سعى البحث الحالي إلى تسليط الضوء على مشکلة بطالة الجامعيين،  من حيث تعريفها و حجمها، وعوامل انتشارها، والآثار الناجمة عنها وسبل التغلب عليها.