تُعد المرحلة الثانوية من أهم المراحل التعليمية التي يمر بها الطالب، فهي تعمل على بناء شخصيته وتهيئته لدخول الجامعة، ولمستقبل أفضل لمواجهة الحياة ولدخول سوق العمل؛ فهي أولى الخطوات الحقيقية التي يخطوها نحو المستقبل الذي ينشده ويسعى إلى تحقيقه على أفضل ما يکون؛ لأنها الخطوة التي يبنى عليها العمل وتحقيق الذات؛ لذلک نجد الطالب بمجرد انتقاله إلى مرحلة الثانوية يبدأ بالتفکير في تحديد نوع الدراسة التي يرغب في الالتحاق بها، والتي تکون بمثابة حجر الأساس نحو اختيار مهنة المستقبل. لذا فهي تمثل مرحلة حاسمة في حياة الطلاب؛ حيث إنها تحدد مصيرهم؛ الأمر الذي يترتب عليه معاناة هؤلاء الطلاب من العديد من الاضطرابات النفسية وعدم القدرة على التوافق مع ضغوط تلک المرحلة والتي تتمثل في الضغوط الأسرية والضغوط الأکاديمية والضغوط الشخصية والضغوط الناتجة عن العلاقات الاجتماعية (MG Acosta-Gómez, 2018: 2). إضافة إلى ذلک، فإن المرحلة الثانوية تُعد جزءً من مرحلة المراهقة، التي  تتمحور فيها شخصية المراهق بدرجة کبيرة حول ذاتها، فهو يهتم بنفسه بصورة بالغة سواء من حيث: أفکاره، ومظهره، وطريقة کلامه وتصرفاته، ويعتقد أنه محط أنظار واهتمام الجميع، وأن کل من حوله يرقبه بحذر، کما أنه يشعر بأهميته المتزايدة، فهو مميز وفريد، ويستطيع أن يرى نفسه في أعلى قمم المجد، وهذا يفسر طموحات المراهقين التي تتناقض مع الحياة والتقاليد العائلية الاعتيادية الروتينية والمملة بنظره، والتي لا يوجد بها من يشعر به أو يفهمه؛ کل هذا بالطبع يفسر حساسيته المفرطة لأي نقد أو ملاحظة توجه إليه