يشهد العصر الحالي تغيرات جذرية في جميع مناحي الحياة بصفة عامة، وفي التعليم بصفة خاصة، حيث ظهرت العديد من التقنيات التي أصبح من الواجب علينا محاولة توظيفها واستغلالها لخدمة العملية التعليمية.
يشير الغريب زاهر (2009، 31) إلى أن عصرنا الحاضر الذي نعيش فيه حاليا يتميز بالتغير الدائم والتطور المستمر في شئون الحياة التربوية والعلمية وغيرها مما ينعکس علينا وعلى منظومات التعليم، فنرى تزايد اهتمام التربويين والقائمين على التعليم في العصر الحالي بالمتغيرات الحديثة في تقنية الحاسوب والوسائل المعينة على نقل وتداول المعرفة , ففاعلية هذه التقنية أصبح أمراً مؤکداً لا يمکن إغفاله , وفهم المتغيرات الحديثة للاتصال وتقنياته يساعد في توفير الظروف البيئية المناسبة للعملية التعليمية والظروف البيئية المحيطة بالمتعلم خارج نطاق قاعة الدرس، مما يزيد القدرة على رفع معدل التحصيل بعيداً عن الإلقاء وسرد المعلومات, فيتحول دور الطالب من مستقبلٍ للمعلومات إلى متفاعل مع البيئة التعليمية من خلال التقنية مستغلاً في ذلک کل إمکانياته المتاحة. (*)
کما أشار عطية خميس (2006، 3) أنه يُعد اعتماد أي نظام تعليمي على تکنولوجيا التعليم ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلک النظم وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها، ويحاول الکثير من التربويون الاستفادة مما تقدمه التکنولوجيا من إمکانيات عريضة ومتعددة بهدف تطوير عمليتي التعليم والتعلم ورفع کفاءة الأداء.
حيث ظهرت استراتيجيات ومستحدثات تکنولوجية مبتکرة تحاول التصدي للمشکلات التعليمية بهدف إيجاد حلول غير تقليدية لها وتقديم المساعدة الفعالة للمعلم للقيام بمهامه بصورة أکثر کفاءة، ولهذا تتسابق کثير من الدول لإصلاح نظمها التعليمية، بهدف إعداد أفرادها لعالم جديد، ولمواجهة التحديات والتحولات التى يشهدها العصر الحالى، فلابد من التحرر من تقليدية التربية والتعليم في المناهج والأنشطة التعليمية، والذي أصبح اليوم أمراً ضرورياً.
فلم يعد الهدف يقتصر على إکساب المتعلم المعارف والحقائق فقط، بل تعداه إلى تنمية مهاراته وقدراته وبناء شخصيته، ليکون قادراً على التفاعل مع متغيرات العصر ويستطيع التکيف فى المجتمع الذى يعيش فيه، فنحن نرى اتجاه أساليب التعلم الإلکترونية إلى البيئات التکيفية التي تضع المتعلم في تفاعل مع المحتوى التعليمي