يُعد العنصرُ البشريُّ أداةَ الحضارةِ وعمادَها، وأساسَ النشاطِ الإنتاجيِّ والتکوينِ الاقتصاديِّ في المجتمعات، فالثروة الحقيقية لأي أمة لم تعد فى امتلاک الخامات أو قوة العمل أو الآلات، وإنما فى تطوير مواردها البشرية المؤهلة علميًّا وتقنيًّا ومعرفيًّا؛ حتى تصبحَ قادرةً على المنافسة العالمية واللحاق برکب الدول المتقدمة، ومعلوم أن التعليم منوط به إعداد هذه الموارد البشرية.       ولهذه المکانة التي يحتلها التعليم؛ فقد سعت وَزارةُ التربية والتعليم فى السنوات الأخيرة إلى بذل جهود متواصلة استهدفت إصلاحَ المدرسة وتطويرَ الجوانب المختلفة فى العملية التعليمية، ورکزت تلک الجهود على توفير نماذجَ تطويريةٍ يمکن محاکاتُها فى الميدان المدرسيّ، بحيث تصل الوزارة من خلال تلک العمليات إلى تعميم هذه النماذج على مدارس الجمهورية.       وعلى الرغم من المحاولات والجهود المبذولة من قبل الوزارة؛ سعيًا للإصلاح المدرسي، إلا أن العديد من الدراسات قد أشارت إلى  أن المدارس المصرية لا زالت تعاني العديد من التحديات الداخلية، کتراجع المردود الاقتصاديّ للدراسة، وغياب الأنشطة التربوية داخل المدرسة، وأن المدرسة المصرية لا زالت تعمل فى ظل ثقافة تقليدية، تقوم على الحفظ والتلقين، وانخفاض مستوى مخرجات التعليم، وضعف ملاءمتها لحاجات التنمية، وغيرها. إضافة إلى التحدياتِ العالميةِ والمتغيراتِ المجتمعيةِ الجديدةِ، ومنها تحدي المنافسة العالمية، والانفجار المعرفيّ والتکنولوجيّ، والتغيرات الاقتصادية، وغيرها، وهو ما يوجب ضرورةَ  تطوير المدارس المصرية، وَفْقًا للاتجاهات التربوية الحديثة، وبما يتناسب مع الواقع المصريّ. ولقد أثبتت التجارب الدولية الحالية الناجحة أن المدارس الذکية تمثل النمط المطور للتعليم الحديث والناجح؛ لذلک حرصت کثير من الدول على تربية أجيال محبة للمعرفة وقادرة على تجسيد مفاهيم الثورة التکنولوجية الحديثة في واقع الحياة والعمل؛ لذا تحاول الورقة الحالية التعرف على کيفية تطوير مدارس التعليم قبل الجامعيّ في ضوء الاتجاهات الحديثة، وخاصةً المدرسة الذکية، وذلک من خلال ثلاثةِ محاورَ رئيسةٍ هي: المحورُ الأولُ: بعض الاتجاهات الحديثة فى مجال تطوير مدارس التعليم قبل الجامعيّ.  المحورُ الثاني: المدرسة الذکية (إطار مفهومي وتجارب) المحورُ الثالثُ: نتائج البحث والتصور المقترح