الملخص تدور هذه الدراسة حول بيان الدور الهام والريادي الذي يلعبه الوقف الإسلامي باعتباره واحداً من أهم الروافد الإسلامية، والذي يساهم في التنمية الشاملة والمستمرة للمجتمعات، وإسهاماته التي تجسد جميع المعاني الأخلاقية والإنسانية، وذلک من خلال تحقيقه التکافل والتوازن المجتمعي وحفاظه على کيان ووجدان الأمة في جميع جوانب الحياة، ويبرز دوره على مرّ العصور في العمل على التنمية المستدامة للعديد من الجوانب الحياتية والقطاعات المختلفة، ولا يقل دوره المستمر في العطاء الدائم من أجل سد الحاجات وتنميتها، بما في ذلک مع وقوع الجوائح والکوارث التي تحل بالبشرية، لا سيما جائحة کورونا التي اجتاحت العالم أجمع في فترة قصيرة، وترکت وراءها الکثير من الخسائر الفادحة في العديد من القطاعات، ولا يمکن الجزم بوقت انتهاء هذه الجائحة، ولا ما ستخلفه وراءها من أزمات أخرى، کل ذلک يستدعي وجوب التفکر والتأمل في مدى کيفية الاستفادة من المقومات التي تعمل على تحقيق التنمية الشاملة وديمومتها، ومن المعلوم أن الوقف واحداً من أهم الأساليب الذي يبرز دوره في معالجة الخسائر والتخفيف من وقوعها، إضافة إلى دعمه للمشاريع والأنشطة المجتمعية التي تعمل على النهوض بالمجتمعات، وذلک باعتباره واحداً من الدعائم والرکائز الهامة للمجتمع، لکونه عطاءً لا ينفذ ونماءً لا يفنى، فهو نموذجاً فريداً يحمل في طياته الکثير من الخير للمجتمعات وإمداده بالموارد اللازمة، ومع جائحة کورونا فإن الوقف يساعد على سد الاحتياجات من خلال صرف ريعه وفقاً لما تقتضيه المصلحة العامة للمجتمع.