يأخذ تفاعل الطلاب داخل البيئة المدرسية أشکالًا متعددة، بعضها إيجابيًا کالتعاون، وبناء الصداقات، مما يساعد على تحقيق النمو المتکامل في النواحي العقلية، والجسمية، والنفسية، والاجتماعية، ولأن بعض أنماط التفاعل تأخذ أشکالًا سلبية وعدوانية کالضرب، والشتم، والاستهزاء، مما يسبب للطالب العديد من المشکلات التربوية والنفسية والاجتماعية الخطيرة، التي تقف عائقًا أمام تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، ويعد التنمر من هذه المشکلات التي تنتشر بشکل کبير داخل البيئة المدرسية، وهي ذات آثار سلبية على المجتمع ککل، وعلى البيئة المدرسية بشکل خاص.
فالتنمر أحد أنواع السلوک العدواني الذي يحدث عندما يتعرض فرد أوطالب ما بشکل مستمر إلى سلوک سلبي يسبب له الألم، وينتج عن عدم التکافؤ في القوى بين فردين، يسمى الأول متنمر والآخر ضحية، وبالتالي ينعکس على مستوى الثقة بالنفس (Rigby & Smith ,2011,442)، ويتميز سلوک التنمر بمظاهر يختلف فيها عن السلوک العدواني هي: عدم التوازن في القوة بين المتنمر وضحيته، وتکرار الإساءة، وتعمد الأذى، حيث يصعب على الضحية الدفاع عن نفسه سواء بسبب الضعف الجسمي أو تفوق عدد المتنمرين(Cosma , Balazsi & Baban , 2018 ,31.) ، ولهذا يُعد التنمر أحد أشکال الإساءة الموجهة من طالب (متنمر) مستخدمًا قوته وسيطرته واعتداءاته تجاه طالب آخر(الضحية)، بأشکال مختلفة: جسمية، أو لفظية، أو نفسية، أو جنسية، أو باستخدام وسائل تکنولوجية، أو إعلامية (زينب محمود شقير، 2018، 9).