تعد الستور أحد أهم أنواع المنسوجات الإسلامية، وهي عبارة عن كسوات للأضرحة والتراكيب التي تعلو القبور، وكانت تُصنع غالباً من الحرير وأحياناً من القطيفة والجوخ، وقد لاقت صناعة تلك الستور إهتماماً كبيراً من قبل أفراد الأسرة العلوية الذين تباروا في صناعة وتجديد ستور الأضرحة لاسيما تلك الخاصة بأل البيت والصحابة رضوان الله عليهم، وقد حرصوا حرصاً شديداً على تجديدها في المناسبات المختلفة، وكان أحياناً يتم خلع الكسوة القديمة من أماكنها، وأحياناً أخرى يتم الإبقاء عليها وَوضع الحديثة فوقها.
ومن أروع نماذج تلك الستور، ستر قبر ينشر لأول مرة من عهد خديو مصر عباس حلمي الأول خاص بتركيبة قبر الإمام الليث بن سعد، وهو محفوظ بالمخزن المتحفي بالفسطاط تحت رقم (269)، وتكمن أهمية ذلك الستر في شكل ومضمون البحور الكتابية المطرزة عليه والتي تشير إلى اسم صاحب القبر وألقابه وتاريخ وفاته، وكذا اسم مجدد الستر وألقابه وتاريخ وفاته المسجلة بطريقة الأرقام وكذلك بطريقة حساب الجمل.
  أما عن المنهجية التي سيتم اتباعها في هذا البحث، فستكون من خلال الدراسة الوصفية لجزأي الستر، بالإضافة إلى دراسة تحليلية للعناصر الزخرفية والكتابات المنفذة عليه، ويختتم البحث بأهم نتائجه والتي من أبرزها  دراسة أحد أهم نماذج ستور القبور المتميزة والتي ترجع لعهد الأسرة العلوية بمصر، والتي تنشر وتدرس لأول مرة.