يُعد الموروث الثقافي واحداً من المقومات الهامة والفعالة في السياحة لما لهذا المقوم من أهمية في الإدراک والاطلاع بالجوانب الثقافية والأثرية والحضارية للمجتمعات عبر التاريخ والمتمثلة في الثقافات المادية وغير المادية. ووفق هذا المعيار يمکن تحديد مشکلة البحث من خلال طرح التساؤل التالي: کيف يستطيع الإعلام أن يُبرز الموروث الثقافي العراقي ويزيد الاهتمام بالتراث المادي واللامادي في العراق. ومن ثم, يهدف البحث إلى تقييم الموروث الثقافي المادي واللامادي في العراق من حيث الأهمية الأثرية والحضارية والثقافية، والکشف عن أنواع الوسائل الدعائية الإعلامية المستخدمة في تناول الموروث الثقافي العراقي، وکيفية الحرص والحفاظ والاهتمام بالموروث الثقافي العراقي، وتأهيله وفق برامج معتمدة بهذا الخصوص، ولفت وتوجيه أنظار المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لأخذ دورها في الاهتمام به وصيانته. تم الاعتماد في هذا البحث على المنهج الوصفي المتمثل في البيانات الثانوية المتعلقة بموضوع الدراسة, وکذلک المنهج التحليلي من خلال توزيع (200) استمارة استبيان الکتروني على عينة من سکان مجمع بسماية السکني في مدينة بغداد والبالغ اجمالي عددهم 1000 فردا، بنسبة استرداد 20%، وقسمت الاستمارة إلى جزئين؛ تناول الأول على البيانات الشخصية وتناول الجزء الثاني البيانات الموضوعية والتي تم تجزئتها إلى محاور واستخدم فيها مقياس ليکرت الخماسي, وتم تحليلها باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية، النسخة 24. وتوصل البحث إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية للوعي المجتمعي حول أهمية الموروث الثقافي العراقي، بينما تبين وجود تأثير ذو دلالة إحصائية لدور الإعلام السياحي في الحفاظ على الموروث الثقافي، واقترحت الدراسة بعض التوصيات مثل إنتاج برامج إعلامية تسلط الضوء على الموروث الثقافي العراقي، وإنشاء قسم خاص بالإعلام السياحي في وزارة الإعلام، وزيادة الاهتمام بالإعلام السياحي الإلکتروني في التسويق للموروث الثقافي العراقي.