أتاحت مواقع التواصل الاجتماعى مجالاً عامًا افتراضيًا يُتيح للمستخدمين من خلاله التعبير عن آرائهم المختلفة والتعليق علي الشأن العام، وممارسة الديمقراطية الافتراضية، والمواطنة النشطة أو الفاعلة، كما يتميز هذا المجال أيضًا بإتاحة الفرصة للمشاركين لمناقشة القضايا السياسية والاجتماعية مُتقبلًا الأفكار والآراء والأيديولوجيات المختلفة، ومُتيحًا للمستخدمين فرصًا متساوية في المشاركة والتحاور وإنتاج المحتوى. وأصبحت هذه المواقع- وبخاصة تويتر- تمثل قوة رئيسية من حيث تعبئة الفضاء السياسي للمشاركة العامة وزيادة التفاعل مع النُخب السياسية على مدى السنوات القليلة الماضية. ومع الحديث عن "صفقة القرن" وزيادة مساحة التطبيع بين العرب وإسرائيل فقد اتخذت النُخب وقادة الرأي الإلكترونيين من حساباتهم عبر تويتر منصات للتعبير عن آرائهم، خاصة فى ظل احتدام الجدل حول التطبيع بين التأييد الرسمى والرفض الشعبى. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي هي الساحة التي احتوت كل هذه الآراء المؤيدة والمعارضة، ومن أبرزها موقع تويتر الذي يعد المساحة الأكثر تفضيلًا لدى السياسيين وغيرهم للإدلاء بآرائهم فى شكل تغريدات قصيرة ومركّزة تحمل رأيًا واضحًا حيال القضايا المطروحة. وخلال الدراسة تم تحليل مدركات واتجاهات 16 من النخب المصرية على تويتر والتى قامت بتوظيف حساباتها للتعبير عن مواقفها حيال قضية التطبيع مع إسرائيل، وتنطلق الدراسة من الإطار النظرى المتعلق بنظرية المجال العام، وتوصلت إلى الرفض التام للنُخب للتطبيع، وتأييد المتفاعلين لذلك.