تعد السينما کفن وکوسيلة إعلامية أداة قوية في التأثير على إدراک الجمهور لمختلف القضايا، وتهتم العديد من الأفلام السينمائية الأجنبية بالهوية العربية وأحياناً يتم ذلک من خلال تصوير هذه الأفلام ببلدان عربية، يأتي هذا في الوقت الذي تتعرض فيه الهوية العربية للتشويه وتقديمها بصور مغلوطة؛ فمن ثم تهدف هذه الدراسة إلى رصد وتحليل الأماکن والشخصيات العربية بالأفلام السينمائية الأجنبية التي يتم تصويرها في بلدان عربية، وتندرج الدراسة الراهنة ضمن الدراسات الوصفية التحليلية وذلک برصدها وتحليلها للأماکن والشخصيات العربية تحليلاً مفصلاً لثلاثة من الأفلام السينمائية الأجنبية المصورة ببلدان عربية خلال ثلاث فترات زمنية مختلفة من تاريخ السينما (قديماً ووسطاً وحديثاً)، کما تعتمد الدراسة على تحليل المضمون والتحليل الدلالي، وتستفيد الدراسة الراهنة من نظرية الأطر الإعلامية إضافة إلى اسهامات "کريستيان ميتز" في مجال دلالة الصورة الفيلمية، ولقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أبرزها أن هناک تعدد وتنوع في أساليب الأفلام السينمائية الأجنبية المصورة في بلدان عربية، وأن الأفلام السينمائية عينة الدراسة استطاعت تقديم العديد من المعلومات حول الأماکن والشخصيات العربية، کما أنها تتضمن صوراً نمطية إيجابية عادية للأماکن والشخصيات العربية مقابل تتضمنها لصور نمطية سلبية حادة عنها، إضافة إلى تقديمها لصور توصف المجتمعات العربية بأنها تعاني من قضايا اجتماعية کالتحرش وعدم الرأفة بالحيوان وانتشار الجريمة.