في محاولة للکشف عن مظاهر التلاقي والاندماج بين وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، تسعى هذه الدراسة إلى رصد وتحليل خصائص وأهداف وسمات الوجود الافتراضي للقنوات التليفزيونية المصرية الحکومية والخاصة على شبکات التواصل الاجتماعي وکيفية استغلالها لإمکانات هذه المنصات في بناء علاقة تواصل وتفاعل مستمرة مع جمهور المتابعين. تمت الاستعانة بأسلوب تحليل المضمون الکمي والکيفي لمحتوى صفحات القنوات الرئيسية العامة التابعة لسبعة من الشبکات التليفزيونية المصرية الحکومية والخاصة على موقع الفيسبوک من أجل الکشف عن توجه هذه الصفحات وأهدافها، وطبيعة موضوعات وقوالب وطرق صياغة منشوراتها، ومدي إسهامها في خلق مجتمع تفاعلي مع المتابعين، ومدى تجسيدها لمفهوم التکامل بين القنوات التليفزيونية والإنترنت. ولا تقتصر الدراسة الحالية على التحليل التقليدي لشکل وطبيعة مضمون هذه المنشورات بل يمتد التحليل إلى فحص عناصرها التفاعلية والتشارکية والتي تتسق مع الخصائص والإمکانات التقنية التي تتيحها الشبکة الاجتماعية. أظهرت نتائج التحليل أن القنوات المصرية تستغل الشبکة الاجتماعية باعتبارها منصة موازية لإعادة عرض المحتوى الذي تنتجه القناة وتبثه بشکل تقليدي على شاشات التليفزيون. واتساقا مع ذلک جاءت معظم منشورات صفحات القنوات کأجزاء مقتطعة من المضمون الأصلي هدفها إعادة توزيع المحتوى والترويج له. کما کانت صياغة الغالبية العظمى من المنشورات تقريرية وتقليدية مباشرة في مقابل قدر يسير منها فقط اتخذ نبرة تفاعلية أو تدعو المتابعين للمشارکة. واعتمدت القنوات في خلق التفاعل مع الجمهور على المنشورات على شکل الکوميکس أو الميمز Memes ذات الموضوعات الکوميدية أو الساخرة أو الاجتماعية. وتصدرت الموضوعات السياسية والفنية والاجتماعية ذات الهدف الإخباري أو المعرفي أو الترفيهي المنشورات على مستوى الصفحات ککل.