تواجه مصر عددا من التحديات المتعلقة بالقضايا الإقليمية المهمة خلال الفترة الحالية، ومنها أزمة سد النهضة التي تهدد الأمن المائي المصري ، بحيث يتمتع الخطاب الإعلامي بأهمية کبرى، نظرًا للدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في متابعة التطورات المختلفة. لذلک ، استهدفت الدراسة تحليل الخطاب الصحفي الذي قدمته الصحافة المصرية والسودانية والإثيوبية تجاه أزمة سد النهضة، وتفسير اتجاهات هذا الخطاب في ضوء السياق السياسي والإعلامي المحيط.  استندت الدراسة لمدخل التحليل الثقافي ، واعتمدت على منهج المسح والمنهج المقارن ومنهج دراسة الحالة. واستخدمت أداة تحليل الخطاب بالتطبيق على عينة من الصحافة المصرية متمثلة في صحيفتي الأهرام والشروق، والصحافة السودانية متمثلة في صحيفتي الإنتباهة والسوداني، والصحافة الإثيوبية متمثلة في صحيفتي ذا هيرالد وريبورتر, وذلک خلال الفترة الزمنية الممتدة من أوائل يوليو حتى أواخر سبتمبر عام 2020.
أوضحت الدراسة في نتائجها تأثير التوجه السياسي الرسمي للدول التي تنتمي إليها صحف الدراسة والانتماء الأيدولوجي للصحف علي الخطاب المقدم مع وجود استثناءات .
تنوعت الأطروحات التي استخدمتها صحف الدراسة مع وجود أطروحات مشترکة؛ وعلى سبيل المثال، اتفقت الصحف المصرية والسودانية في تصدر أطروحة "سيناريوهات لمواجهة الأزمة"، مع اختلاف الاقتراحات التي قدمها الکتاب تبعًا لسلبيات بناء السد في کل من مصر والسودان، فيما برزت أطروحة "أهمية بناء سد النهضة وتشغيله" بعينة الصحف الإثيوبية.