لم تعد مهمة التلفزيون تنحصر في کونه أداة للتسجيل ووصف الأحداث المحلية والدولية، أو في کونه مجرد وسيلة لنقل الأخبار المصورة، أو نقلها حية على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية، بل في قدرته على الإقناع والتأثير والسيطرة وکونه قوة لا يُستهان بها تدخل في مجال إعادة صياغة وعي الإنسان(الجردي،1995) .
وإيماناً بهذا الدور، قامت الحکومات بإنشاء القنوات والبرامج التلفزيونية التي تخدم أهدافها وطموحاتها، وأسست مراکز الإنتاج التلفزيوني؛ ليصبح البث التلفزيوني صناعة مهمة ثقافياً، ورابحة اقتصادياً(اتحاد اذاعات الدول العربية،2006).
ولأن العالم في العصر الحديث يعيش طفرة تقنية هائلة، من حيث التقدم السريع في وسائل الاتصال ونقل المعلومات، تظهر الحاجة إلى دراسة مدى استفادة البث التلفزيوني من المزايا التي تقدمها الوسائل الإلکترونية الحديثة من أجل إيجاد فضاء تفاعلي يخدم الجمهور، ويسهم في بلورة أسس تنمية محلية مستدامة، ولهذا تأتي هذه الدراسة للتعرف إلى مستقبل البث التلفزيوني الرسمي في دول الخليج العربية في ظل التطورات الإلکترونية، وذلک من خلال عرض المفاهيم التالية:

المجالات التي تشتمل عليها صناعة التلفزيون.
استعراض أبرز المجالات الإلکترونية ذات العلاقة بالبث التلفزيوني.
رؤية مستقبلية لانعکاسات التطورات الإلکترونية خاصة في مجال (الأنفوميديا) على التلفزيونات الرسمية.