تلعب وسائل الإعلام دورًا کبيرًا في حياة الجمهور خاصة أنه لم يعد هناک منزل يخلو من أي من الوسائل الإعلامية، کما أن البعض قد يمتلک وسائل الإعلام التقليدية من راديو وصحف وتليفزيون بالإضافة إلى دور الاتصال الشخصي، والبعض الآخر يمتلک وسائل الإعلام الحديثة من قنوات فضائية وشبکة المعلومات الانترنت، مما ينتج عنه الاختلافات في المستويات المعرفية بين الجمهور المستخدم للوسائل التقليدية حول القضايا المختلفة، نتيجة الاختلاف في أنماط الملکية والتعرض لوسائل الإعلام.
وقد ارتفع معدل التعامل مع وسائل الإعلام في مصر منذ أواخر سنوات الستينات، نتيجة لما مرت به البلاد من أحداث جسام، وکذلک لعدة أسباب أهمها: تنفيذ خطط التعليم، ارتفاع مستوى المعيشة بعض الشيء، وزيادة عدد السکان بصفة عامة کل ذلک أدى إلى الاهتمام الشديد لدى أفراد المجتمع بما يرد في وسائل الإعلام من أجل تلبية رغبتهم في معرفة کل ما يتعلق بهذه الأحداث. وتختلف هذه الفترة من حيث التعامل مع وسائل الإعلام عن الفترة السابقة منذ عام 1956 حتى حرب يونيو 1967. ولقد کان الاستماع إلى الراديو وقراءة الصحيفة اليومية يتسم بالإتساع والشمول، ولکن دائرة هذا الإتساع والشمول کانت بطيئة کما کان الراديو يتفوق على الصحيفة بصفته وسيلة إعلام جماهيرية. 
وتشهد أوائل سنوات القرن الواحد والعشرين ( الألفية الثالثة ) تطورات واضحة في مجال التکنولوجيا الحديثة الخاصة بوسائل الإعلام من أهمها القنوات الفضائية وشبکة الانترنت التي انتشرت بشکل واسع النطاق في العالم کله، والذي ينعکس بکل تأکيد على الشباب الذي اصبح يتلهف على التعرض لهذه الوسائل الإعلامية الحديثة، خاصة فئة الشباب من سن 19 عامًا وحتى سن 35 عامًا وهو سن تبرز فيه مراحل تکوين الفکر ونضج المعرفة لدى الشباب، وهي المرحلة العمرية التي تم اختيارها لعينة هذه الدراسة.
 
وقد تزايد اعتماد الجمهور المصري على مصادر المعلومات الحديثة
– الانترنت – إذا ما قورنت بعمر هذه الشبکة القصير في مصر. (2) کما تبين أن التليفزيون کان وما يزال من أهم الوسائل التقليدية في حياة الشعب المصري، وکذلک فهو وسيلة إعلامية حديثة مهمة بالنسبة لهم هذا إذا تحدثنا عن القنوات الفضائية التي يمکن استقبال إشاراتها عن طريق أطباق استقبال القنوات الفضائية، وتزداد أهمية هذه القنوات الفضائية کوسيلة حديثة کلما اتجهنا نحو العاصمة. فلقد تبين أن سکان القاهرة الکبرى يمتلکون أکبر عدد من أطباق استقبال القنوات الفضائية في مصر، حيث يبلغ إجمالي هذه الهوائيات لاستقبال القنوات الفضائية في مصر 62402 ، وتحتوي القاهرة الکبرى على 49.7% من هوائيات الاستقبال في مصر أي حوالي نصف العدد . 
ومع تعدد وسائل الإعلام التقليدية والحديثة کمصادر للحصول على المعلومات، نجد من يمتلک الوسائل الحديثة بجانب الوسائل التقليدية ومن يمتلک الوسائل التقليدية فقط، وبالتالي تظهر تدريجيًا فجوة معرفية تنشأ نتيجة اختلاف أنماط وکثافة التعرض لوسائل الإعلام ، کما تشير فروض نظرية فجوة المعرفة  (Knowledge Gap ).
ومن هنا جاءت فکرة هذه الدراسة التي تقوم على التعرف على دور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في إمداد الشباب المصري بالمعلومات، وما ينشأ عنها من فجوة معرفية.