مشکلة الدراسة :
مع الانتشار المتزايد للمدونات الإلکترونية کنشاط اتصالي واتساع دائرة الجمهور الذي يتعرض لها تزداد أهمية تلک المدونات ويتعاظم تأثيرها على کافة فئات الجمهور، وخاصة جمهور الشباب، وتبرز أهميتها في تحولها لوسيلة اتصال جماهيرية ذات تأثير فعال جعلها محل اهتمام الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية، إلى الدرجة التي أصبحت فيها منافساً لوسائل الإعلام التقليدية، وذلک بسبب قدرتها على لفت الأنظار إليها بسرعة ولسهولة الوصول إليها والتفاعل من خلالها مع مختلف القضايا، خصوصاً مع انعدام القيود المفروضة عليها وارتفاع سقف الحريات فيها، کل هذه الأسباب أدت إلى إصرار العديد من الصحفيين على وجود مدونة خاصة بهم على الشبکة يعبر من خلالها الصحفى عن آرائه بعيد عن قيود المؤسسة التى يعمل بها
وانطلاقا من أهمية موضوع التدوين الإلکتروني ، وخاصة بالنسبة للصحفيين فى أوقات الأزمات ، تتلخص مشکلة الدراسة في مقارنة وتقييم السلوک الاتصالى للصحفي بين جريدته التى يعمل بها وبين مدونته الخاصة أثناء الأزمة الدستورية التى واجهتها الدولة المصرية .
التعليق العام على نتائج الدراسة:
بمراجعة نتائج المقابلات المتعمقة ونتائج تحليل الخطاب البنائي للمادة قيد الدراسة، يتضح للباحثة فيما يخص إشکاليات هذه الدراسة ما يلي:
- استخدام الصحفي المصري المدونات کآليات للنشر يعيد فيها نشر ما سبق وکتبه في صحيفته ليعرف تعليقات الجمهور أو يتفاعل مع جمهوره حولها, وبذلک يظل الصحفي والمحرر المصري حارسا للبوابة ""Gatekeeper يحمى نفسه وسلطته بالمعايير التي تقلل من التقارير الزائفة.
- من النتائج السابقة للتحليل الکيفي للقصص الخبرية نلاحظ أنه لا يمکن أن تحل المدونات محل الصحافة القائمة، وأنه قد يمکن اعتبار المدونات منابر جديدة للمحررين والکتاب فالأمر يحمل في مجمله عملية تکافل من طرف واحد.
- الصحفي يحاول بناء القصة الخبرية بناءاً کاملاً أما المدون فهو يقدم رأيه کمادة خام لا تقيده معايير من نوع ما في الکتابة والتحرير.
- القصة الخبرية کبنية للسرد تتضح تماما في الکتابات الصحفية المنشورة ، أما بالنسبة للمدون فهي تتوقف على مدى خبرته في الصحافة أيضا, فإختلاف لغة السرد عند أحد المدونين الممارسين للصحافة بعد شهرته في التدوين في القصة الخبرية.
- وفي الأولي , يتضح أن المدون يکتب کجمهور فهو صوت الشعب المنقسم , وصوت الجموع المتصارعة , في القصة الثانية "انقلاب على انقلاب" يناشد الصحفي جمهور من القراء , قصة دقيقة وحبکة واضحة يحاول خلالها إقناع جمهور عام بهدفه من القصة .
- ونستنتج من خلال الدراسة أن الصحفي يمکن أن يستخدم المدونات,ولکن لا يمکن أن يکون مدوناً ينشر المعلومات بشکل فوري رغم افتقادها للمراجعة والتصحيح , ينشر رأيه حراً بعيداً عن أي نوع من الضبط , فلا يمکن للصحفي التدوين طالما أنه مرتبط بصحيفة ومؤسسة صحفية .
- اتضح من التحليل السابق استخدام الصحفى المصرى لإطار الصراع الذى ميز الکتابة السردية للقص الخبرية قيد التحليل فيما عدا القصة الأخيرة ( المدونة).