تزايد دورمواقع الشبکات الاجتماعية فى تشکيل الرأى العام وفى الدعوات للتغيير  والحراک السياسى فى العديد من الدول سواء کان هذا التغيير فى صورة استحقاقات انتخابية أو حرکات سياسية أو احتجاجات أو ثورات شعبية ، وتم استخدام تلک المواقع فى التعبير عن مطالب هذه الحرکات ووجهات نظرها . وقد ظهر ذلک بوضوح على المستوى العالمى فى العديد من الأحداث والقضايا . کما برز الدور السياسى لتلک المواقع فى الدول العربية خلال السنوات الأخيرة . فقد ازداد الاعتماد على تلک المواقع سواء فى الحصول على المعلومات السياسية أو فى تکوين الآراء بشأن الأحداث والقضايا المطروحة ، وقد أحدثت هذه المواقع تطورا فى طبيعة الاتصال والمشارکة فى الأحداث والتفاعل مع الآخرين وتزايد دورها فى الحشد وتنظيم الاحتجاجات والتظاهرات للتعبير عن الآراء .وقد انعکس ذلک على الجهود البحثية الإعلامية التى عکفت على الاهتمام المکثف بسبل تشکيل وصياغة الرأى العام عبر تلک الشبکات ، من خلال زيادة المعارف وتشکيل الآراء والاتجاهات السياسية وتفعيل المشارکة السياسية للمستخدمين والعمل کأداة تواصل بين المرشحين والأحزاب والناخبين ،أو دورها إبان الاحتجاجات والتظاهرات والصراعات والثورات السياسية سواء من خلال کونها ساحة لطرح الحرکات السياسية لمطالبها، أو لتفاعل المستخدمين حول القضايا موضع الصراع ، أو لإثارة المشاعر الوجدانية کوسيلة لتحريک  المواطنين  وللحشد والتعبئة خلال الاحتجاجات والثورات . تنطوى الدراسة الحالية على عدة محاور أساسية تغطى متطلباتها وتشمل : أولا : الإطار المنهجى للدراسة ويضم موضوع الدراسة وأهميته وأهدافه ومنهجه وعينات وفئات التحليل المستخدمة ثانيا : مراجعة بحوث مواقع الشبکات الاجتماعية وعلاقتها بتشکيل الرأى العام من حيث الاتجاهات البحثية والأطر النظرية التى تم الاستناد إليها ثالثا: رؤية نقدية لبحوث الشبکات الاجتماعية وتشکيل الرأى العام من حيث الأجندة البحثية والإشکاليات النظرية والمنهجية رابعا : رؤية مستقبلية للنهوض بالدراسات الإعلامية وتطوير البحوث فى هذا المجال